الاثنين، 25 نوفمبر 2013

وَمَا أدْرَاكَ مـَا زَيْنَبٌ ..

وَمَا أدْرَاكَ مـَا زَيْنَبٌ ..
==========

بقلمي : جعفر المندلاوي
20 محرم 1435 / 24-11-2013

زَيْنَبٌ تَضَعُ بَذْرَةَ الصَبْرْ ..
عَلَى تِلاَلِ كَرْبَلاَءَ ..
وَبَيْنَ كِثْبَانَهَا الضَامِئَة لِمَسِيلِ النَحْرِ ..
وَاَوْدِيَتِهَا المُتَضَوِرَة لِنِدَاءاتِ الظَلِيمَة..
وَتُسْقِيِهَا بِآهَاتِ دُمُوعِهَا ..
وَمِدْرَارِ هُطُولِ أَوْجَاعِهَا ..
وَسَكُوبِ زَمْزَمِ أنَّاتِها ..
آنَاء الخِيَامِ وَاَطْرَافَ الفُرَات ..
عَلَى إمْتِدَادِ آفَاقَ الصَهِيلَ ..
لِتَصْنَعَ مِنْ زَيْنَبَ ؛ حُسَيْنٌ آخَرَ ..
لِتُعْلِنَ أنَّ هَذهِ زَيْنَبُ ؛ وَمَا أدْرَاكَ مـَا زَيْنَبُ ..
زَيْنَبٌ خَيْرٌ مِنْ نِسَاءَ الدَهْرِ ..
زَيْنَبٌ ؛ شَرَفُ الخِدْرْ وَمَجْدَ السِتْرِ ..
زَيْنَبٌ ؛ قِدِسَيةٌ الطُهْرُ وَجَلَالُةُ القَدْرْ ..
زَيْنَبٌ ؛ صَوْتُ الأحْرَارِ وَفَمُ الإنْتِصِار..
زَيْنَبٌ ؛ كَهْفُ الإصْطِبَارِ وَمَنَارِ الأبْرَارِ ..
زَيْنَبٌ ؛ عَرْشُ الكِبْرِيَاءِ وَمِثَالُ الإبْتِلاَء ..
زَيْنَبٌ ؛ عَاِلِمَةُ النِسَاء وَبَاذِخَةُ النَقَاء ..
زَيْنَبٌ ؛ تَرْتِيلُ الشُمُوخ فِي مِحْرَابِ الإبَاءِ..
زَيْنَبٌ ؛ فَخْرُ الثَائِرَاتِ وَامُّ المُخَدَرَات ..
زَيْنَبٌ: مِنْهَاجِ الصَابِرَاتِ وَصِرَاطِ العَابِدَاتِ ..
زَيْنَبٌ ؛ نُوُرُ المَنَابِر وَتَاجُ الحَرَائِر ..
زَيْنَبٌ ؛  بَرِيقُ تَاجِ المُسّبِحِينْ ..
زَيْنَبٌ ؛ نَبْضُ وَلَاءَ المُوَاِلينَ ..
زَيْنَبٌ ؛ عنفوانُ سَنَامُ الدِّيِنِ ..
زَيْنَبٌ ؛ هَمْسَة خُشُوعٍ المُسْتَغْفِرِينَ ..
زَيْنَبٌ ؛ بَيَانُ الفَصَاحَةُ ولِّسَانُ البَلاغَةُ ..
زَيْنَبٌ ؛ نُوُرُ مَلَكُوتِيٌّ وَ جَلَالٌ مُحَمَدِّيٌّ ..
زَيْنَبٌ ؛ لِسِانُ حَيْدَرِيٌّ .. وَ بَهَاءٌ فَاطِمِيٌ ..
زَيْنَبٌ ؛ َحِلْمٌ حَسَنِيٌّ .. وَ إبَاءٌ حُسَينِيٌّ ..
وَمَاذَا بَعْدُ يَا زَيْنَبَ ..
فَلَا زَالَ الحَرْفُ يَتَوَارَى خَجِلاً ؛
وَهْوَ يُلَامِسُ نَسَماتِ جَنَائِنُ اِشْرَاقِكِ ..
وَمَنَاهِل وَاحَاتِ مَنَاقبِكِ ..
بَيْنَمَا يَسْتَمِرُ نَبْضَ الصَبْرِ مِنْ وَرِيِدَ الطُفُوفِ ..
المُنْبَثِقُ مِنْ قَلْبِ زَيْنَبٌ ..
فَسَلامٌ لِقَلْبِهَا الصَّبُورِ .. أبَدَ الدُهُوُرِ .. حتَى الظُهُور ..


الأحد، 10 نوفمبر 2013

رِجَالٌ صَدَقُوا

رِجَالٌ صَدَقُوا
=========
  بقلم : جعفر المندلاوي

بسم الله الرحمن الرحيم

رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَليِه ... 
تَقَدمُوا ؛ وَثَبَتوا ؛ وإصطَبَروا ؛ وَلَمْ يُبَّدِلُوا ؛ وَلَمْ يَنْكُثُوا ...
بَلْ قَضُوا مُطْمَئِنِينَ رَاضِينَ مَرضِيينَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُم اللهُ مِن فِضْلِهِ ...
سُفَرَاءُ الحُسَين صَلَوَاتُ اللهِ عَليه ، وَرَضِيَ عنهُم... قَبَسَاتُ نُوُرٌ في سِفْرِ الخُلوُد...
أِعتَنَقُوا السُيُوفَ وتلَقَوَا الرِمَاحَ ؛ لِتَتَلَقَاهُم المَلائِكَةُ طَيِبِينَ ..... 
أذْوَت أروَاحُهُم صَبْرَاً عَلى الضَمَأ ؛ ليُريقُوا في جَسَدِ الوَفَاءِ جُرَعَاتٍ مِنْ مَصْلِ الحَيَاة ...
وإستَلَذوًا إلتقَامَ النِبَالِ ؛ لِيَسُدّوا رَمَقَ الإيِثَار المِتَضّوِر جُوعَاً  لِـ لُقمَةِ  بَقَـاء ...
وتَدَثَرُوا بِلَهِيبِ الرَمضَاء وَحَرَارَةِ السِهَامِ وَآلامِ الحِجَارَة ؛
لِيَنالُوا سَلْسَبِيلَ الجِنَانِ هَانِئاً بَاردَاً ؛ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ ...
وإستَنشَقُوا ضَوعَ الخُلُودِ مِنْ تَطَايُرغُبَارَ الجِهَادِ فِي نَواصِي الخَيلِ، عَلى جَنَبَاتِ الطُفُوفْ ...
لِيَتَنَفَسُوا رِذَاذَاً طَهُورَاً بأفيَاءِ حَدَائِقَ دَانِيةٍ ؛ مُتَّكِئِينَ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَقَابِلين ...
فَفَازُوا ؛ وَسُعِدُوا ؛ وَإِبْتَهَجَتِ الجِنَانُ لِقُدُومِهِم وتَقَاطَرَتِ سَحَائِبَ الفَرَحِ لَهُم وَعَليهِم...
وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا ؛ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ ؛ سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ ...
لأَنَهُم أَعْطُوُا لقِيَمِ السَمَآء ، مَصَادِيقَ سَامِقَةٍ ، ومَعَانٍ شَاهِقةٍ ؛ واَبعَادٍ فَائِقَةٍ...
فوَلَاؤُهم ؛ قُدْسِيّ فِي مِحْرَابِ الشَهَادَةِ ؛ وإِبَاؤُهم ؛ مُتَفَرِدٌ في دُرُوبِ الكَرَامِةِ ...
أمَّا دِمَاؤُهم فَقَد تَألقَتْ في سَمَاءِ التَضْحِيةِ... كَـوَاحَاتِ حُرِّيةٍ فِي قِـفَارِ الإِسْتِبْدَادْ ...
وَنُفُوُسٌهُم جَلَلّهَا عَبَقُ الإِيثَار لِيمْلأ أَرِيجُهُ قُلُوبُ الثَائِيرِنَ وَاُبَاةَ الضَيم والأَحرَار...
وَجِبَاهٌهُم تَلَألَأتْ بِأنْوَارِ العِشْقِ المُقَدَسِ ... المُندلَقةِ مِن مِشكَاة العَقيدَة ....
وقَسَمَاتُ مُحَيَّاهُم سَطَعَتْ ببَريقِ الإيمَانِ ؛ وإشْرَاقِ اليَقِينْ ؛ وإلتمَاعِ الثَبَات ....
وَوُجُوهٌهُم إِسْتَبْشَرَتْ ؛ فِإطْمَأنَتْ ؛ فَرَجَعَتِ أروَاحُهُم الى رَبِهَا رَاضِيَةً مَرْضِيةً ...
وَلَطَالَمَا رَتَّلَتْ ؛ تِلكَ الشِفَاهُ الذَابِلاتِ ؛ مِنَ الكِتَابِ آيَاتٍ بَيِّناتٍ ...
في مَحَارِيبِ التَضَرُعِ والتَذَلُلِ والخُشُوعِ والتَهَجُد والوَلَاء...
وَصَامَت عَنِ الدُنيا إلآّ عَن ذِكْرِ الله (جَلّ وَعَلا) آنَاءَ اللَيلِ وأطرَافَ النَهَار ...
وَذَبُلَتِ مِن الإسْتِغفَارِ في الأَسْحَارِ ... وتَسبيِحِ فَاطِمَة .. وَ هَذَا مَقَامُ العَائذُ بِكَ مِنَ النَار...
تِلكَ الأجسَادُ زادَ بَهَاؤهَا ذَرّاتُ ثَرَى الطَفّ المُضَمَخَّةِ بالدِمَاءِ الزَاكِيَاتِ الطَاهِرَاتِ ...
وَفِي كُلِّ الطُرِقِ المُؤَديةِ تِلقاءَ كَرْبَلاءِ ؛ قِبلُةُ الشَهَادَةِ ؛ ومِحرَابُ العِزّة ؛ وَمَعلَمُ المَجْد...
وعلَى صَوَاريِ الزَمَنِ .. وَصَفَحَاتِ الأَيَام .. وَحَنَايَا الذَاكِرَة .. وَرَشَحَاتِ المِدَادِ ...
إرتَفَعَ صَوُتٌ الحَقِّ ؛ بِالحَقَّ ؛ وَللِحَقَّ ؛ وفي سَبِيلِ الحَقّ ...
فَتَكَوثَرَ صَدَاهُ ليُشَكِلَ تَرَانِيمَ نُورٍ للهِدايةِ .. وَتَرَاتِيلِ هُدَى للرَشَادِ ...
وصَاغَت نَبَضَاتهُ ؛ شَمْسَاً في غُرّةِ الزَمَانِ لا يَخبُو بَرِيقُها مَدى الأيَام ...
لتَقدحَ في العقُولِ والقُلُوبِ شَرَارَةِ التَحَرُرِ والإِنْعِتَاق ... وفِي النُفوسِ الأمَل ...
تَلكَ الأَكُّفُ التَي حَمَلَتِ رَسَائلَ الحُسَيْنِ علَى أجنِحَةِ المَوتِ.. وأشرِعَةِ الإسْتِبسَال ...
إنمّا حَمَلَت مَفاتِيحَ الحُريّةِ إلَيهِم .. وَإلَيَنَا.. والى العَالَمِين .. والدُنَيا بِأسرِهَا...
وَنَثَرَت بُذوَرَ الثَورَةِ فِي الأرجَاءِ ؛ وأَحْيَت نَبَضَاتُ اليَائيِسنَ وَرَجَاءُ المُستَضعَفين وَالمَظلُومين...
فإعشَوشَبَتِ جَنَباتُ الرُوح للذَوَبانِ في الحُبِّ الآلهِي المُجَلَلِّ بِبَهاء العَرِشِ ...
والرَحيلُ إليهِ عَلى نَسَائِمِ الشَهَادةِ ... فِي كُلّ عَصرٍ ومِصْر ...
لِتُورِقَ النَبْضَ في خَلايَاِ الدِين الذي كَادَ أنْ يَيْبَسَ ويَندَرسَ بجاهليةِ اُمّيَة...
وتُحْيِي مَعَالِمِ الحَنِيفِيةِ البيضَاء التي تَلَطَخَت بِضَلَالَاتِ الشَجَرةٍ المَلعُونةٍ ...
التي مَا أنْجَبَت اِلاّ كُـلِّ أفّـاَكٍ ؛ أثيـمٍ ؛ عُتِّـلٍ ؛ زَنَيـم ؛ بَـاغٍ ؛ لَئـيـمٍ ...
فَسَلامٌ غيرُ مَجذُوذٍ .. يَمْتَدٌ عَلى مَسَاحةِ الدُنيَا ... وشآبِيبُ الرَحَمَاتِ مُغدِقَةٌ...
عَلَى َتلكَ الأروَاحِ التي عَرَجَت مَن صَعيدِ كَربَلاءَ ...
وسَلاَمٌ لِتلكَ المُهَجِ التي بُذِلَتْ دُونَ الحُسَينِ وآلَ الله ...
طِبتُم .. وطَابَتِ الأرضِ التي فِيهَا دُفِنتُم .. وَفُزتُـم والله فوزَاً عَظِيماً ...
وأمــَا أُولئكَ الطُغَامِ الظَالِمُون .. فَسَيَعلَموَنَ أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنقَلبُون ...
والعَاقِبَةُ لِلمُتَقّين .. وَلَكُم أيّهاَ الِكرامُ البَرَرَة ...
-------------------------------
* كتبتها في مقدمة دراسة كتبتها بعنوان (رُسَل الحُسين وراسائله بين يدّي كربلاء)

السبت، 9 نوفمبر 2013

دَمٌ أسْرَى
========

بقلم جعفر المندلاوي
 9-11-2013
 
هُوَ ذَا دَمُكّ الذَّي أسْرَى . .
الى العَرْشِ ولله شَكَى ..
وتَقَاطَرَ عِندَهُ حَتَى تَدَلَى ..
فَرَآهُ فِي السِدْرَةِ مَنْ رَأى ..
نُورُ مِنَ النُورِ الى النُوُرِ دَنَى  ..
فَسَطَعَ إشرَاقَة البَهَاءِ ..
الّذِي تَلأَلأَ مِنْ دَمُ الحُسَيَنِ ..  
نَبْعَتُهَا مِنَ السُرَادِقَات ..
دُنُوَاً مِنْ نورٍ عَلَى نورٍ ..
فَأَضَاءَ القُلُوبِ ..
وَوَعَتْ لَهَ الأفهَامْ ..
فَجَعَلَ الَى ذِي العَرْش سَبيلاً ..
بجَاذِبِيَةٍ تَسْتَقْطِبُ دَائِرَةُ الأكْوَان ..
وَ أصْنَافِ الخَلَائِقُ وَ الأمْلاكْ ..
فَمَا بَرِحَتْ الأفْئِدَةُ تَهْوِي إلِيه ..
فِي الغُدُوِّ والآصَال ِ ..
فَذَلِك الدَمُ الّذي لا رَيْبَ فِيهِ ~ ~

الأحد، 3 نوفمبر 2013

ملامح




- ملامح -
========
بقلمي : ملا جعفر عبد المندلاوي
2013
عِندَمَا بَدَأتْ تَجْمَع حَطَب الأُمنِيَات ..
وَقَفَتْ تتَأمَل تِلكَ الشَجَرَة اليَابِسة ..
التي كَانَتْ يَومَاً مُورِقَةً ..
فَتَوَقَفَتْ وَاجِمَة ..
وَاستَغْرَقَتْهَا الدَهْشَة ..
واكْتَظَتْ في أنفَاسِها تَسَاؤُلاتٍ شَتّى ..
فَكيفَ ؛ وَمَتى ؛ ولِمَ ؛ وأينَ ؟
نَبَتَ المَوت في مَلامِحكِ ؟
وَتَسَلَلَ لكّلِ اجزَائكِ الغَضّة ..
بَعْدَ اَنْ كُنتِ تُشبِهينِي يَوماً ما ..
وكيفَ أتَلَمَسُ تَفَاصِيلَكِ .. ؟
وانتِ لا تَعرِفُيني ..
ولا تتذّكَرِيني ..
وبأيّ حَرفٍ اُنَادِيكِ وانتِ لا تُجيبِني .. ؟
أغصَانكِ الطَريّة ..
وأوراقكِ النديّة ..
أصابتها ريحُ الجَدبِ سِراعاً ..
كُنتُ يوماً أغفو بين ذراعيكِ ..
واُسمَعكِ مَواويل صبري ..
                    ألا  زَالَ لِي عِندَكِ وَطَنٌ .. ؟
بَعْدَ أنْ سَلَبْتِني مِنه ..
وَهَدّمتِ أسوَارِي ..
 وَأبقَيتِنِي لِعَرَاءِ الفَقْدْ ..
فَهّلا دَعَوتِنِي لأرَافِقكِ في سفركِ هذا .. ؟
فكيفَ مَضَيتِ دُوني ..؟
وَهَل كَانَ ذَلك مِنكِ اخْتِياراً .. ؟
أم غَابَتْ عَنكِ عَرَانِينِ سَحَائبِي ؟!