ذاكرة الفقد
======== ( بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي )
15-7-2018م
في الذكرى الثانية من رحيل ابني الشاب عبدالله ..
1 كم من دموعٍ في المآقي تُنثـَر ==== تسري اتقاداً حتّى ذاب المحجرُ
2 كم ذا لهيب الفقد يمضي في الحشا == يكوي نياط القلب فيها يُسعرُ
3 فالموت ماضٍ ليس منه مهربُ === والسهم في كفّ الردى لا يفترُ
4 أما وفقد البكر يبقى حزنه = = == = والجرح منه في الحنايا يُسجَر
5 فقدٌ أصاب الروح في ألبابها = = = = = إحساسها أطيافها والجوهر
6 رزءي بعبدالله يذوي اضلعي = = = = كالبرق يمضي مثل طيرٍ يدبرُ
7 آهٍ لعبدالله يمضي يافعا = == == = = ما كان أقسى من رحيلٍ يبدرُ
8 آهٍ لعبدالله يلقى حتفه = = = = = = والعمر عمر الورد غضٌّ يُزهرُ
9 آهٍ لعبدالله يقضي مسرعاً = = = = = = كالبدرِ في ليلٍ بهيمٍ يُسترُ
10 آهٍ لعبدالله يرديه الردى = = = = == لم يبلغ العشرين أنّى يُقبرُ
11 لا زال عمري متخماً من ذكره = = = ليلي نهاري دائماً لا يضجر
12 أه لذكراه الذي لا يهجعُ = = = = كالليل تضوي في سماهُ الأقمرُ
13 بارٌ وفيٌّ بل حميمٌ صادقٌ = = == = = ابنٌ نقيٌّ طاهرٌّ مستبصرُ
14 وجهٌ ألفناهُ وثغرٌ باسمٌ = = = = == ألقاهُ مسروراً فهمّي يُسفرُ
15 وجهٌ ضحوك في فؤادٍ راحمٍ = = = = طلق المحيّا بل ودودٌ يبهر
16 تمضي فيغشى الوجد منّا أنفساً === تاقت لرؤياك البهيٌّ الأنورُ
17 يا راحلاً عنّا غريقا قد مضى = = = منّا سراعاً وسط موجٍ يَغدرُ
18 اشرقتَ شمسا ليتها لم تأفل = = =
== فالأمر أمر الله أنّى يأمرُ
19 حولان مذ فارقتنا مَرّا، هما = = = = قرنان كانا بل وزيدت أدهرُ
20 جاشت ليالينا بذكراه فلا = = == يخبو ولا يُنسى ، بلى يستذكرُ
21 حزنٌ بايّ الحال تأتي حاملا =
== = أحزان أعوامي كغيمٍ تمطرُ
22 حزنٌ ولودٌ كلمّا مرّت بنا = = = = = = أيّام ذكراه بفيضٍ تحدر
23 نم في ثراك الطهر جنب المرتضى = والملتقى في الحشر ذاك الكوثر
24 فارحم الهي عبدك المستيقن === من رحمةٍ في الخلق حتما تنشر
25 والطف بنا يا ربِّ يسِّر عُسرنا == = = جنّات عدنٍ رغدها مستكثر
26 واكحل عيوناً ترتجي في لهفةٍ == تلقى الحبيب المصطفى تستبشر