السبت، 14 يوليو 2018

ذاكرة الفقد


ذاكرة الفقد

======== ( بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي )

15-7-2018م

في الذكرى الثانية من رحيل ابني الشاب عبدالله ..


1 كم من دموعٍ في المآقي تُنثـَر ==== تسري اتقاداً حتّى ذاب المحجرُ

2 كم ذا لهيب الفقد يمضي في الحشا ==  يكوي نياط القلب فيها يُسعرُ

3 فالموت ماضٍ ليس منه مهربُ === والسهم في  كفّ الردى لا يفترُ

4 أما وفقد البكر يبقى حزنه = = == = والجرح منه في الحنايا يُسجَر

5 فقدٌ أصاب الروح في ألبابها = = = = = إحساسها أطيافها والجوهر

6 رزءي بعبدالله يذوي اضلعي = = = = كالبرق يمضي مثل طيرٍ يدبرُ

7 آهٍ لعبدالله يمضي يافعا = == == = = ما كان أقسى من رحيلٍ يبدرُ

8 آهٍ لعبدالله يلقى حتفه = = = = = = والعمر عمر الورد غضٌّ يُزهرُ

9 آهٍ لعبدالله يقضي مسرعاً = = = = = = كالبدرِ في ليلٍ بهيمٍ يُسترُ

10 آهٍ لعبدالله يرديه الردى = = =  = == لم يبلغ العشرين أنّى يُقبرُ

11 لا زال عمري متخماً من ذكره = = = ليلي نهاري دائماً لا يضجر

12 أه لذكراه الذي لا يهجعُ = = = = كالليل تضوي في سماهُ الأقمرُ

13 بارٌ وفيٌّ بل حميمٌ صادقٌ = = == = = ابنٌ نقيٌّ طاهرٌّ مستبصرُ

14 وجهٌ ألفناهُ وثغرٌ باسمٌ = = = = == ألقاهُ مسروراً فهمّي يُسفرُ

15 وجهٌ ضحوك في فؤادٍ راحمٍ = = = = طلق المحيّا بل ودودٌ يبهر

16 تمضي فيغشى الوجد منّا أنفساً === تاقت لرؤياك البهيٌّ الأنورُ

17 يا راحلاً عنّا غريقا قد مضى = = =  منّا سراعاً وسط موجٍ يَغدرُ

18 اشرقتَ شمسا ليتها لم تأفل = = =  == فالأمر أمر الله أنّى يأمرُ

19 حولان مذ فارقتنا مَرّا، هما = = = = قرنان كانا بل وزيدت أدهرُ

20 جاشت ليالينا بذكراه فلا = = == يخبو ولا يُنسى ، بلى يستذكرُ

21 حزنٌ بايّ الحال تأتي حاملا =  == = أحزان أعوامي كغيمٍ تمطرُ

22 حزنٌ ولودٌ كلمّا مرّت بنا = = = = = = أيّام ذكراه بفيضٍ تحدر

23 نم في ثراك الطهر جنب المرتضى = والملتقى في الحشر ذاك الكوثر

24 فارحم الهي عبدك المستيقن === من رحمةٍ في الخلق حتما تنشر

25 والطف بنا يا ربِّ يسِّر عُسرنا == = = جنّات عدنٍ رغدها مستكثر

26 واكحل عيوناً ترتجي في لهفةٍ == تلقى الحبيب المصطفى تستبشر