الاثنين، 28 سبتمبر 2020

كوفيد

 

كوفيد

========


بقلمي : جعفر ملا عبد المندلاوي

 9 صفر 1424هـ :: 28-9-2020

كم مضى فينا بضرٍّ  واعتدى

....................  إذ تفشّى مستبدّاً أرعدا

منذ عام قد أتانا معلنا

................... حربه الشعواء فينا هدّدا

قيل كورونا كطاعون سرى

.............. اسمه الكوفيد قد غطّ المدى

قد مضى في الناس موتا فاشيا

........... إذ قضى الآلاف قد ذاقوا الردى

ضرّه المخفيْ برُعبٍ قد غَشِيْ

......................   بين أنفاسٍ نما أنّى عَدَا

خاف منه الناس وارتاعوا فما

.................... خفَّ يوما بأسه ما أوعدا

ذا عدوٌّ  قد عتى مستهتراً

........................... أظلمٌ من كلِّ عفْوٍ جُرّدا

أغلق الأسواق دهرا وانتشى

................... أغلقوا المحراب ثم  المسجدا

لا يُرى بالعين يأبى ينتهي

............................ ثقْلُه أردى مآلاً أسودا

لا تراه ، مُفْزعٌ في صيته

....................... لا تَرَى رأسا ورجلاً  أو يدا

حار فيه كُلّ آسٍ (1) في الدوا

.................    كلّ ترياقٍ وطبٍّ في سُدى

أفرط الفيروس فينا مسرفاً

...........  عاش من ينجو  رغيداً أسعدا

هذا داءٌ قد أتانا حِيلة

................. ماكراً لا ليس خلقٌ أبلدا

قد أتانا والورى في غفلة

........... غير أن الرعب أمسى سرمدا

ربّما كان ابتلاءً ، منذراً

................ إنّما أمسى مريعا فاسدا

ربّما من جند ربي مرسلٌ

................. ربّما فتحٌ لباب أُوصدا

أم كما قالوا بفعلٍ أهوجٍ

.............. أيٌّ شيءٍ كان فالأمر  ابتدا

قد أتانا منه سهمٌ ضرَّنا

................  وحدهُ المنان أجلى أبعدا

وحده الشافي الهي سيّدي

............ إذ كسانا ثوب بُرْءٍ يُرتدى

صاح أهل الأرض يا ربّ السما

   ..........  يا مغيثا يا رحيما مرشدا

ضاقت الدنيا وانت القادرُ

...............  يا لطيفا يا ودوداً أوحدا

وحده الرحمن يرديه فما

............ للورى من حيلةٍ أم في الندا

أو دعاءٍ من تقّيٍ يُرفعُ

............... ناسكٍ يبكيه ليلا إن بدا

عند ساعاتٍ الى الفجر  ارتجى

 ................ في ابتهالات وتمجيدٍ شدا

فاكشف الضرّ الذي قد مسّنا

..................... يا عفوّا يا خبيراً واجدا

فضله آلاؤه لا تنقضي

................. في البرايا خير نورٍ  يُقتدى

فاعتلى صوت الرجا والمُبتغى

..................... يدعو ربّاً ذو جلال أنجدا

من لطيفٍ أم ودودٍ ماجد

.................. رفْده فينا عظيم كالهدى

رحمةٌ نبغي وعفوٌّ يُرتجى

...................... لطفه يُحيي رميماً بائدا

يا الهي فاكشف الضرّ الذي

...................... قد دهانا ثم آذى واعتدى

مثل أيوب الذي قد مسّه

................. ذاك ضُرٌّ  ، ثم عاش الأرغدا

----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

(1) : الطبيب