الأحد، 25 أغسطس 2019

صفقة القرن ..



صفقة القرن
=================
بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
25-8-2019م :: 22 ذي الحجة 1440هـ
البحر الكامل
شطّت بنو صهيون في صفقاتها
................ حتى تخطّى جورها بين الورى
وبدت بطغيانٍ تعدّت طورها
............. عبثت بأقدار الشعوب بما جرى
أتضيع أمتنا بحسب ظنونهم
  .............  كلّا سينتفض الرجال مع الثرى
فالأرض ثائرة بكل رمالها
.............  أحجارها أشجارها غضبٌ سرى
فاستنهضوا همما وزيدوا رفعة
.............  لا لن تموت عروبتي تعلو الذرى
وثمان عقدٍ قد مضت من غصبها
................ بجيوش صهيونٍ ووعدٍ مُفترى
من وعد بلفور اللئيم وما قضى
.................. جرثومة زرعت محللة العُرى
فقضيةٌ شغلت عقول رجالنا
............... بقيت تراود جمعنا فيمن درى
تلكم فلسطين التي قد غالها
.................. مستعمرٌ مستهترٌ فيها فرى
يستصرخ الأقصى شباب بلادنا
............... هبّوا لمن يبغي علينا وازدرى
بيعت فلسطين بصمت شعوبها
.......... والحاكمون بلهوهم فيمن شرى
اُسِرت فلسطين وقيّدها الأذى
....... يكفي اتضاعاً هل لنصر قد نرى ؟

الجمعة، 23 أغسطس 2019

على مشارف الستين


على مشارف الستين !
============= (بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي : 19 ذي الحجة1440هـ : 21 أب 2019م )
تأملت كثيرا لأجد عنواناً مناسباً لهذه المقالة ، فلم أجد أنسب من هذه العبارة (على مشارف الستين) ، لأن الكلام فيها يختص فئات عمرية ممن تجاوزت أعمارهم الخمسين سنة ، فهم الحلقة الوسطى بين فئة الشباب وفئة كبار السن ممن صيّرهم الله (بعد قوةٍ ضعفاً وشيبة) ، والكلام ينطوي على سؤال يهم حياة كلّ انسان منّا ، وموَجَّه لكل واحد منّا ، بل وسيحتاج كل انسان أن يجيب مع نفسه عليه في لحظات التأمل ! لأنه شاء أم أبى ستأتي اللحظة التي يُسأل فيها عن كل شيء؟ ، والسؤال لك قارئي العزيز {وأنت على مشارف الستين هل حققت كل طموحاتك الشبابية وأمنياتك في الحياة ؟} ، احتفظ بالإجابة لنفسك ، سلبيا كان أم إيجابيا ، وسواء تحققت طموحاتك أم لم تتحقق، وسواء عشت حياةً هانئة أم تعيسة سيّان! ، فسيقفز أمام ذهنك سؤالا آخراً يبحث عن إجابة صريحة ، وهو {الى أي مدى وصلت قناعاتك بما عشت من سني حياتك ؟} ، ربما ستحتفظ بالإجابة لنفسك أيضا ، وربما سيأخذك السؤال بعيدا ويعيد لذاكرتك سلسلة من المشاهد والمواقف مرت وشكّلت قصة بطول خمسين سنة ، وفي كل الأحوال وبما انك تقترب أكثر من النهايات بعد أن ابتعدت كثيرا عن بداياتك ، سيطرق حياتك سؤالا ثالثاً أهم من الأوليان ، وهو { بعد عقود مرت على مرحلة الشباب هل أعددت شيئا لآخرتك مثلما عملت لدنياك فيما مضى؟} ، فإذا تأملنا السؤال بجدية وبتفكر ، وإذا فهمنا هذا التساؤل بمضمونه العميق سيراودنا السؤال الأخير { وأنت بين فكي أحلامك وطموحاتك وبين أبواب القبر، هل أنت راض عن نفسك وعمّا قدمته في سنوات عمرك الفائتة ، وما حققته؟} وبصيغة أخرى { هل بقيت من أحلامك وأمنياتك قيد التحقق أو بعضها ، وهل تتأمل وتنتظر عمرا آخر لتحقيقها!؟} وبما يلحق بهذا السؤال { ماذا لو جاء الوعد وأنت لا زلت تبحث عن تحقيق أحلامك ولست ملتفتاً للقادم} و{ هل لو جاءك ملك الموت ستكون راضيا عمّا تحمله من آراء وأفكار ونظريات ومعتقدات وأنت ستواجه عالم الحقائق الذي لم يسبق لك رؤيته أو معرفة حقيقته من قبل}؟.
هذه الأسئلة وربما غيرها ستراودنا يوما ما بلا ريب ، فتلك الحقيقة الثابتة التي لا مناص منها وكلّ شيء ما عداها { أضغاث أحلام} ، فالسعيد من أعدّ لها الإجابات ، وبما أن الانسان سيُسأل عن كل شيء في حياته (وقفوهم إنهم مسؤولون) ، وسيَحمل كل ما قاله أو كتبه أو فعله {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) فهل أعددنا لتلك المواقف والأسئلة ؛ الأجوبة المنجية ، فالسعادة الحقيقية أن تنجو منها ، وليست السعادة في مديات تحقيق آماني الشباب وتطلعاتها فقط، فالانسان خُلق للآخرة وإنما الدنيا مزرعة الآخرة ، نسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الدنيا والآخرة ، ونسأله أن يختم لنا بالخير أعمالنا ، وأن يرزقنا الثبات على دينه ما أحيانا في هذه الدنيا وموالاة أوليائه ومعاداة أعدائه ، ونسأله رحمته وعفوه وغفرانه ولطفه وشفاعة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم يوم الورود .
روى الميرزا النوري في مستدرك الوسائل ج١٢ ص ١٥٧ ح[13769] عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن لله تعالى ملكا ينزل في كل ليلة فينادي: يا أبناء العشرين جدوا واجتهدوا، ويا أبناء الثلاثين لا تغرنكم الحياة الدنيا، ويا أبناء الأربعين ماذا أعددتم للقاء ربكم؟ ويا أبناء الخمسين أتاكم النذير، ويا أبنا الستين زرع آن حصاده، ويا أبناء السبعين نودي لكم فأجيبوا، ويا أبناء الثمانين أتتكم الساعة أنتم غافلون .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ..

الأحد، 18 أغسطس 2019

أكرم الأيام ..



أكرمُ الأيّام
===============
بقلمي ؛ جعفر ملا عبد المندلاوي
17 ذي الحجة 1440هـ :: 19-8-2019
 ( غديرية 1440 هـ )
ما لِضوع الروض بالطِيب انْهَمَلْ؟
............... بل شذى الايمان في الأجواء طَلْ
أم أريجُ الورد فوّاحٌ سرى
............... واستفاض الكونُ بالبشْرِ اتْمَهَلْ
واكتسى وجهُ الدُنا رونَقَه
.................. واعتلى الأفلاكَ إشراقُ الأملْ
وانتشى الأجواءُ في أرجائها
.............. وارتقى البشرى وفي الأكوان حلْ
شمسُ يومٍ أشرقت أنوارُها
.................. منذ ألفٍ ذكرهُ وسطَ المُقَلْ
خيرُ أعياد السما أهلا به
...................... أكرمُ الأيّام بالتبريك هـــلْ
يومَ تنصيبِ الوصي في إمرةٍ
................... جاء جبرائيلُ بالأمر الجُلَلْ
يومَ تنصيبِ الولي من ربّنا
............ صار مولى الجمْع والبغـي انخذلْ
في غدير الخير فيضٌ قد هما
...................... كلٌّ قلبٍ مؤمنٍ منه نهلْ
في غدير الحقِّ عهدٌ قد عُقد
.................... عـَزَّ دينُ اللهِ فيه واكتملْ
كان ميثاقاً ووعداً مُبرما
.................. بيعةٌ تمّت له تحت الظُلَلْ
هذا عيدُ اللهِ عِيدٌ أعظمُ
............... ذا غدير الفخر بل خير العملْ
يومُكَ الأبهى بيُمنٍ قد غَشِي
................... أم برَوْحٍ ثم ريحانٍ هطلْ
جاء جبرائيلُ أنهى وحيَه
.................... يا رسولَ الله بلّغْ ما نَزلْ
في عليٍّ فاتلوا آياتَ الولا
.............. كي يَتُمَّ الدّين واقمع من يَغُلْ
أكملَ الباري به دينَ الهدى
.......... واستقام الأمر والشك اضمحلْ
أوقف الأصحابَ في حَرٍّ الرَمَض
............. عائداً من حجّه ختمُ الرسلْ
ثم نادى مَن أنا مولىً له
.............. ذا عليٌّ نهجه أهدى السبلْ
ذا عليٌّ فالزموه هاديا
.......... فهو مولى الكلّ بل مولى الأُوَلْ
حجّةُ اللهِ على جمع الورى
.................... آيةُ الله لكم منذ الأزلْ  
أسرعَ الأصحابُ في آلافهم
............. بايعوا طوعاً عليَّاً في المحلْ
من عُتيقٍ وابنِ عوف أم عمر
.......... عامرٍ في جمعهم ؛ قالوا : أجلْ
ثم سعدٍ ثم سهلٍ والنسا
............ أم زبيرٍ ، طلحةٍ أهلَ الجَمَلْ
هنّأوه ، بايعوه ؛ يا عليّ
........... صرت مولانا ومولى من عَقِلْ
ثمّ سرّاً قد سعوا في صفقة
.............. وانقضى ميثاقُهم لمّا رحلْ
يومها قال الأمينُ المصطفى
........... اسمعوني تُفلحوا حتى الأجلْ
أنصتوا أملي كتاباً للهدى
............ فاستجيبوا من أتاه لن يضِلْ
حينها قال اجتراءً (يهجرُ)
......... ثم نادى (حسبُنا) حزبُ الخَتَل
(قوموا عنّي ) ردّهم في كيدِهم
........... كُبكبوا بعضاً ومنهم من ذَأَلْ
قال يا جبريلُ مغمومٌ أنا
................. إنّي مكروبٌ أراني لم أزلْ
للرفيق الأعلى خذني يا ملك
................. ثم عزرائيلُ بالإذن دخلْ
أسرعوا للأمر في أحزابهم
........... والنبيُّ الطُهْر فوق المغْتسلْ
أهملوا تجهيزَ شيخُ الأنبيا
............. بادروا للملك بالأمر العَجِلْ
هرولوا تحت السقيفات التي
........... جاءها الأنصار وازداد الجَدَلْ
ثم كادت أن تقع من فتنةٍ
........ أوشكت حربٌ على وقع الأسلْ
بعد لغط واختلاف بينهم
.......... ديس سعدٌ ذاك صنديدٌ جَبَلْ
ثم لا أدري وأنّى استدبروا
............... بعد خُمٍّ لا ذمامٌ لا خجلْ   
كان هذا الفعل منهم هفوةً
......... في اكتتام الأمر عن قصدٍ حصلْ
كان ذا إعراضهم عن بيعةٍ
............. مثلَ إبليسٍ الذي لم يمتثلْ
كان حقّا ثابتاً من دون شك
.......... خصّهُ الرحمنُ للمولى الأَجَلْ
هذا فرض الله لم يَرضَوا به
..... سوف يُجزي من أتى سُوءَ العملْ
أيّها الناس اعملوا ثم احمدوا
............... ربَّنا ، فالفضل فينا لم يزلْ
نحمد المولى على آلائه
........... فيضُ إنعامٍ  سَمَا جمعَ المللْ
حتى سكان السماءِ استبشروا
......... أين أهلُ الأرض من ثاني الثَقَلْ ؟
بارك الباري لمحيي أمرَه
............. في رضا الله بجمعٍ فاحَتفَلْ
عيدنُا هذا الغديرُ الأشرفُ
.............. بل وعيدُ اللهِ ما شاء فعلْ
فافرحوا أهل الولا  في يومهِ
.......... أشرق الأكوانُ والميلِ اعتل