السبت، 20 مارس 2021

ألق البراءة

ألق البراءة

=========================

بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي

6شعبان  1442هـ :: 20-3-2021 م

(البحر الكامل)

حسُنت مدينتا الوديعة مندلي

........................ بجمال مسكنها بهاءٌ  زاخرُ

زادت نضارتها وفير رياضها

...................... وأناف رونقها مروجُ زواهرُ

ملأ الرُوَاءُ ربوعها وتأنّقت

................ واخضوضرت أريافها وحواضرُ

وجداولٌ رسمت بهيج مرابعٍ

......................... أنهار ها كَثُرت هنا وقناطرُ

ألقُ البراءة يتّقد بمَلاحَةٍ

..................... ونما النقاء فضوعه متناثرُ

وعلى شواطئ أنهرٍ يتغازل

....................... الأدباء في أجوائها وشواعر

وحفيفُ سعْف نخيلها يتناغم

..................... بهديل سرب حمائمٍ تتطايرُ

وبـــلابلٌ تمتاز في أصنافها

..................... فترعرعت بجنانها وطوائر

فتجول في أرجائها تتغرد

.................. في الصبح أم ليل تظلُّ تسامرُ

وخصوبة في أرضها قد أينعت

......................... فيها الثمار  بكثرة تتوافر

وعلى تخوم حدودها بوداعة

....................... رقدت جبال بهيّة ومناظرُ

وهناك عطر الطين في أبياتنا

......................... وأريجه ملأ الدُنى يتقاطرُ

فإذا الربيع أتى ، توزّع سحْره

..................... فتبهرجت عرَصاتها ، يتكاثرُ

جذِل الحقول تهلّلت بقدومه

................. سَعِد النفوسُ بطيبها ونواظرُ

دأب الرجال من البكور لكدّهم

.................... للكسب في أسواقها وتُثابِر

والبعض قد لزم المروج مواظباً

......................... ومضى اليها دائما ويبادر

والشامخات من النخيل برفعة

....................... وسنابلٌ تزهو ووردٌ عاطرُ

ومناسمٌ مكتظّة بأناسها

.................  عبقت بنشْر  عبيرها ومعابرُ

هي ذي مدينتنا ستثبت خيمة

................... وعمودها بعُرى الإخاء مؤازَر

فالحبُّ في الألباب يسري نبضه

................ وبظلّها حتّى الوحوش تعاشروا

وبها يفوز الصادقون بصحبةٍ

............... تسعى النفوس لإلفة وضمائرُ

وبكل ناحية سيزهر وردها

..................... وبعطرها عبَقٌ اليه نسافرُ

وسنا تهلّلها يعمّ قلوبنا

................... وبريقها في كلّ أرض حاضرُ

تحيا بذاكرة الزمان وترتقي

.................  لمدى الدهور  وناسها تتفاخرُ

 

السبت، 13 مارس 2021

لست أنسى - ابنتي

 

لست أنسى
=======(( في الذكرى الثامنة لرحيل ابنتي الشابة (يقين) في 14-3-2013 الى ساحة الرحمة الالهية .. الهي أنت الرب ونحن عبيدك .. فالطف بها واحسن اليها واغفر لها واحشرها مع محمد وآل محمد ))
14-3-2021 :: 30 رجب 1442هـ
ما لهذا العمر يمضي والهاً ؟
....................... فيه وجدي كلّ يوم يزدَدُ
فابنتي تمضي فتذوي بهجتي
..................... والأسى فينا عسيفٌ سرمدُ
لست أنساها بنبضي رسمها
.......................... بين أضلاعي برفقٍ ترقدُ
كيف أنساها وذكرٌ دأبها
................... أم بليلٍ في المصلّى تَسجدُ
ثمَّ في محرابها من صغرها
............................. تقرأ القرآن فيه تسهدُ
كيف أنساها وأنسى سمتها
................... في رضا الرحمن فيها تزهد
في فؤادي فقدها مستوطنٌ
......................... ذكرها زاد الجوى لا يَبردُ
من ثمانٍ قد مضت في رحلةٍ
............................ آلمتنا ، أوْبها مستبعدُ
منذ أعوامٍ ثوت تحت الثرى
...................... والنوى نار الأسى تستوقد
ثم فيها استقبلت من أهلها
.......................... ابني عبدالله آوى يُلحدُ
ذا أخوها من تراه جنبها
...................... يا شقيق الروح لا لا تهمدُ
قُصّ لي ماذا جرى في غيبتي
.................. عن أبي عن أمّنا كم كابدوا
زرتنا في جمعنا من أهلنا
...................... جدّنا أعمامنا قد اُوفدوا
هاهنا وادي السلام المنتقى
............... ها هنا أهل الهدى قد اُوردوا
قد تركنا الاهل في حزن سرى
.................... نحن في رضوانه نسترفدُ
حالها الدنيا متاعٌ زائلٌ
................. في رضا الرحمن خلدٌ أمجدُ
ربّنا باللطف يُجزي خلقه
.......................... عفوهُ يرنو اليه الأعبُدُ
رحمةٌ منه بنا أهل الولا
................ دون لُطفٍ ليس شيء ننشدُ
يا الهي فاعف عمّن آمنوا
................. واهدهم جنّات عدنٍ تُسعِد
ثم في الفردوس مأوى خلْدهم
................... في قصورٍ رَغْدها لا ينفدُ

الجمعة، 5 مارس 2021

سيد مندلي

 

سيّدُ مندلي

==========================

بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي

20 رجب 1442ه :: 3-3-2021 م

البحر الكامل

مهداة الى روح السيّد  الجليل والعالم الفضيل ، الفقيه الزاهد والنبيه العابد ، العامل الباذل والمصلح الفاضل ؛ فقيه عصره وعلامة دهره علما وحلما وسماحة وفقهاً ... السيّد حسن الطباطبائي قدّس الله روحه الزكية وحشره مع أوليائه محمّد وآل محمّد ..

 

بزغ البهاء وأشرق الأزهارُ

.......................... فغدت تغرّد  بينها الأطيارُ

وتمايلت في غصنها أفنانها

..................... غَنِجَت ، فماس بقربها الأنهار

وعلى رباها للجمال مظاهرٌ

......................... أيقونة تصفو بها الأسحارُ

ضَحِكَ المروج فأزهرت واخضوضرت

........................ تلك الربوع ، فسُرَّت الأبصارُ

عَبَق الزنابق في الرياض تضوّعت

......................... وسنابل أطرى لها الأشجار

وتبسمت تلك المروج لأهلها

....................... تتكوثر  الروضات والأسوارُ

من كلِّ صنفٍ أينعت جنّاتها

................................. خيرٌ وفيرٌ رِفْدُه مكثارُ

خوخٌ ورمّانٌ وسِدرٌ زاخر

........................... والبرتقال الحلْو والأذخارُ

ليمونها تفاحها والمشمشُ

......................... تحتاجه البلدات والأمصار

ومن التمور  نوادر أنواعها

..................... جادت بها الروضات والأمطار

وعلى ضفاف النهر تغفو  مندلي

............................ بنيانها الأطيان والأحجارُ

زاد الجمالُ بحسنها وعذوبة

............................. للنفس فيها روعةٌ وبهارُ

هي ذي مدينتنا الجميلة مندلي

..................... غيداءُ داعب جيدها الأشعار

وهناك بيت للسيادة بيننا

........................... (آغا) يُسمّى سيّدٌ ومنارُ

بيتٌ عتيق طيّب متواضع

........................ بالدين والتقوى  اليه يُشارُ

(حسنٌ ) كريم النفس  عالي الهمّة

........................... دَمِثٌ لطيفٌ كيّسٌ مُختار

من بيته فاضت علوم حياتنا

........................... أهل الكرامة قادةٌ أطهار

متواضعٌ مُسْتَرْسِلٌ متسامحُ

............................... مُتَيَسِّرٌ  علّامةٌ عَمَّار(1)

مُتَمَرِّسٌ مُتَمَكِّنٌ في علمه

.......................... ومُحَنَّكٌ يسعى له النظّارُ

مٌتَرَفِّعٌ و مُعَظَّمٌ و مُكَرَّمُ

............................. متفقهٌ ومهذّبٌ  غفّارُ

قدّيسُ مدرسة حكيمٌ عالمٌ

........................... متعبّدٌ سهْل العريكة بار

وأناف هيبته عمامة جدّه

........................... نسبٌ شريفٌ سادةٌ أبرارُ

خَبِر العلوم وخاض في أسرارها

............................ نال العُلى سُرَّ به الأحرار

بتنسُّكٍ ملَكً القلوب وزهده

...................... شهدت له الصلوات والأذكار

في النصح والإرشاد يمضي يومه

........................ نصغي إليه فتُسعَدُ الأمرارُ(2)

يلقاهمُ باللين يوعظ جمعهم

........................... رِفْقٌ يزيّن شخصه ووقارُ

قطْب المدينة سائدٌ ومباركٌ

...................... ويلاطف الصبيان حيث يُزار

ويمازح الشبّان يجلي همّهم

....................... ببشاشة يلقاهمُ إن ساروا

ومع الشيوخ بلطفه يتحاور

...............................بأناته  يتأدّبُ الأخيار

نَشِط الرجال وسارعوا لتكسّبٍ

........................... لقدومهم تتوجّه الأنظار

مرّوا إذا قدموا ختام نهارهم

........................ بسلالهم عند المبجّل داروا

يهدونه ما طاب من أثمارهم

.......................... هو يكتفي بيسير ما يختار

تتضاعف الخيرات من بركاته

......................... يُهْدى له الأرطابُ والأثمارُ

فعطاء هذي الأرض من دعواته

............................ بوجوده يتيسّرُ الإعسار

يتبركون بنظرة من عنده

....................... من سمته الغُفرانُ والإيثارُ

ويطلُّ من نهر صغير  دافق

....................... فرِحَ الصغار بلطفه وكبارُ

في الأمسيات مع الكهول برقّة

...................... كالملتقى تُستلطَفُ الأخبارُ

في ركن مسجدهم بقرب بيوتهم

............................ للقائه يتبادر الأنصارُ

ألفوا التلاقي في الليالي عنده

................... حَسُنَ الكلام لرهطهم سُمَّارُ

كان المنار  بعلمه وبفقهه

........................ وبظلّه يُستدفع الأخطار

كان الملاذ لأهلنا ووقاية

..................... من كلِّ بأس ، يُمنه مدرارُ

ببراعة كلّ المعاضل حلّها

...................... وبحنكة تلك الجموع تدارُ

بقيت مجالسنا به تتواصل

....................... وبفقده قد نالنا الإضرارُ

رزءٌ اصاب بلادنا برحيله

............................ قبرٌ له في كربلاء مَزارُ

ألَمٌ تركَّز في النفوس بفقده

.................... ومصيبة نزلت بها الأقدار

فسلامنا تترى لتربٍ ضمّه

................... حلّت به الرحمات والأنوار

-----------------------------------------------

(1)            العَمّارُ : الكثير الصلاة والصيام

(2)            أمرار : أمزجة