السبت، 14 سبتمبر 2019

إنحدار السقيفة


إنحدار السقيفة
====================

بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
15محرم 1414هـ :: 15-9-2019
البحر الكامل
خَلَقَ الخلائقَ ربُنّا لعبادةٍ == (وقل اعملوا) لا تنفعُ الأنسابُ
ومضت سنين قرونها وتباعدت = وتوالت الأزمان والأحقابُ
أممٌ تفاخر في فخامة مجدها == بحضارةٍ ما يُوجب الإعجاب
أممٌ أتاها الخسف أخرى زلزلت = فغدت مساكنهم بها أخرابُ
بعضٌ بريحٍ صَرْصرٍ قد أُهْلِكوا === قومٌ بفيضٍ اُغرِقوا ما تابوا
وعجائب التاريخ في تدوينه == يُرمَى الشريفُ ويُمدَحُ الأذناب
وحقائق الأحداث في تاريخنا == يُدنَى الدنيءُ ويُبْعَدُ الأطياب
درر الحقائق اُخفيت وتكشفت = أنباؤها عن كذْبها ينجاب
ضمّـت خفاياها مفاخر أمّة == وَطَفَا الرذائلُ ، تُنشرُ الأثلابُ
منعوا الرواية عن عليٍّ بينما == نشروا لذاك الداعرُ الخيّاب
قد غُيّبت أنباء آل محمدٍ == حسداً وبغضاً فيهم قد جابوا
فإذا وصلنا عند بيت نبيّنا == جمع القلوبَ ورُمِّمَ الإشعابُ
نشر العقيدة صفوها ونقائها ==== قُدْسٌ صفـيٌ صادقٌ ثوَّابُ
حتى إذا اكتملتْ معالمُ دينِنا === رحل النبيُّ تَفجَّعَ الأحبابُ
لبّى نداء الله فانقلب الأُلى ===== حَنَّ القريبُ وزُلزل المرتابُ
فغَدوا حيارى حوله بترقُّبٍ = طلب الكتاب فعارض الأصحاب
منعوا كتابتَه وقالوا حسبُنا ====== قد قالها من بينهم هيّابُ
وتجمهروا وتخالفوا في قوله == بعضٌ تمنى بعضهم قد هابوا
قال أهل بيتي فاخلفوني فيهم === عَلَمُ الامامة للهدى اسبابُ
واحسرتاهُ لم يبالي قومُه ===== تحذيرَه  بلْ أُضْمِرَ الإغْضابُ
فشكا لجبرائيل غمّاً مقلقاً ====== لدماء آل محمد قد صابوا
فأصابه روحي فداه مضرَّةً ====== من أمّة زادوه كرباً رابوا
سلمان يروي كيف جاءوا دارها = ضغطوا عليها بابها الخوّابُ
رحل النبيّ الى الجليل فما مضى= حتى غزا دورَ الهدى الأعرابُ
وأتى الطغام من السقيفة داهموا === وتلوّثت من سطْوها الأعتابُ
أعتاب بيتٍ طالما هبطت به === سرب الملائك إثْرُه أسرابُ
جبريلُ عظَّم أهلَه إن جاءهم === مستأذناً أو تُطرقُ الأبوابُ
سقط الجنين فيا لرزءِ محمّدٍ === وعلى شريعته سطا الأغرابُ
فتجرأ الطلقاء منذ تجاسروا ===== ولدار فاطمةٍ أتى الأحزاب
وبشعلة النار التي جاءوا بها === بيد الطغام تكاثر الأحطاب
وبكبسهم للباب يُكسرُ ضلعها == سقط الجنين بقتله قد آبوا
قالوا لهم فيها البتول وولْدها = قالوا وإن هيا احرقوا واغتابوا
الله أكبر دورهم كشفت وقد = وصّى النبيّ بحفظهم ما نابوا
فمضت بوجدٍ فاطمٌ وتألّمٍ == من جورهم وازدادت الأوصاب
وشكت لباريها اغتصاب حقوقها == هم أجحفوا  وتعسّف الكذّاب
وقست قلوب صحابةٍ بفظاظةٍ ==  كُشِف اللثام وبانت الأنياب
وبه الوصيّ بضربةٍ لشقيّها === دمه الطهور  يريقه القِرضابُ
في مسجدٍ كان الامامُ رئيسَه ===== لا حارسٌ معه ولا بوّاب
وبقتله ركن الهدى متصدعٌ = وهوى عمودُ الدين والمحرابُ
وبه سُقوا سبط النبي بجرعة == من سمّهم فتقطع الألبابُ
أغرى ابن حربٍ زوجه في سمّه == غدرٌ  ولؤمٌ  خِسّةٌ إتعابُ
وبه الحسين بكربلاءِ تجرأوا ===== لقتاله ولقتله الأوشابُ
ويداسُ صدرٌ للحسين ببغضهم == تعساً لهم من أمّةٍ قد خابوا
وبه قطيع الكف يهوي للثرى = وعدى عليه العسكرُ الوثّابُ
وشبيه أحمد في الطفوف مقطع === وجهٌ نبيلٌ علمه إسهابُ
وبه الرضيع بقرب شاطئ نهرها == يقضي بسهمٍ والدما ميزابُ
وبه عقيلة هاشم تسبى الى === ذاك الدعيُّ الفاجر السلّابُ
وبه مضى كمداً على آل الهدى = ابن الحسين واُقرح الأهداب
والباقرُ الزاكي يليه جعفرٌ ===== من ذا إليه يرجعُ الأقطابُ
وبه تشرّد آلُ بيتِ محمّدٍ ====== في كلّ أرضٍ نالهم إرهابُ
وسقى الغويُ اللارشيد بسمّه = موسى بن جعفر دسّه نَصّابُ
نجمٌ بطوس كم عنى من غربة == ذاك الرضا مَنْ غَالَه الأذرابُ
وبه الجواد الطهر يقضي ويلهم ==== علَمٌ فقيهٌ صابرٌ أوّابُ
وبه عليٌّ وابنه حسنٌ قَضوا ==== بيتٌ كرامٌ سادةٌ أنجابُ
وبه استباحوا أنفسا زاكيةً == جرت الدماءٌ وجريها إهذابُ
وبه بفخٍ قد جرى سيلُ الدما = = طفٌ جديدٌ غالهُ الكُتَّاب
وبه لشيعة آل بيت محمد === ذُرفت دماءٌ بذْلًها استهباب
مذ ألف عام يُقتلون بحبّه = تُدمَى السيوفُ ويفرح الأوغابُ
للآن أنهار الدماء تفجّرُ ===== ثمنُ المودة ، للهدى طُلّابُ
حربُ بسيف الظالمين مريرةٌ === والدينِ يبقى أهله غَلاّبُ
ولو استطاعوا طمس كل فضيلة=فعلوا وعاد اللاتُ والأخشاب
خسئوا فدين الله محفوظ به = ما ضرَّ جمعُ الناس والإجلابُ
وسيُظهرُ اللهُ الإمامَ المنتظر ==== تحيى به الأحكامُ والآداب
ويجدد الإسلام مثل ظهوره ====== ويعزّ دينَ الله لا يرتابُ
طوبى لمنتظرِ الإمامَ وعدْلهِ = يُسقى الزلالُ وختمه استعذابُ
في جنة الفردوس يحيى المؤمنُ = بولايةٍ أو طابت الأحسابُ
يرد المخالف نارها وسعيرها === أثموا فذي أعمالهم هبهابُ

الاثنين، 2 سبتمبر 2019

مهد الطفل


مهد الطفل
===========
بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
3محرم 1441ه ::3ايلول 2019م
مهد الطفل حن وارتفع ونّاته ==== وسط الخيم ظلت ترد آهاته
يبـﭽـــي يون طول الوكت ساعاته = قاسي العطش من تنحسب لهفاته
-----------
عبدالله يبني والمهد يبـﭽيلك == دم لو دمع لو لحظة عنه انشيلك  
وده الفرات بسيله لو يهديلك = من راح ابو اليمه وطلب قطراته
-----------
مهدك يتاني لا تخيِّب ظنّه = كل الآماني الحلوة بيك اتمنّه
يبني يروح الروح بيك أتهنه = عاشر محرم هل إجه بلوعاته
-----------
حن وانذهل مهد الطفل من شاله = بيده السبط للحومه راح بحاله
يطلب يريد الشربة حتى وشاله = رمية سهم جته وحصل مأساته
-----------
يبني عليك گليبي تسعر ناره = ثاري الوكت ضاملنه هاي أقداره
شَنَّوا على الطفل الرضيع الغارة = قوس الغدر يغتاله برمياته
-----------
ضامي الطفل من العطش يوميله  = يا يابه ذابت جبدتي يشكيله
وبثوبه ظل احسين ديفيي له = ما ضاگ قطرة ماي يا حسراته
-----------
ظل المهد خالي ويحن الروحك = ياريت گلبي انصاب دون اجروحك
ترفه حياتك مرمرتني ابنوحك = شبه الورد وترش علي زخاته
-----------
يا كلّ حياتي رجوتي آمالي ==== ظنيت من بعد الكبر تبرالي
ما حسبّت طف كربلا يالغالي = سهمه يصيبك بالضلع حزّاته
-----------
حتى المهد يسأل عليك اشلونه = من العطش خافن تبدّل لونه
هاي العدا وجيوشها الملعونه = تذبح وليدي والدمه دمعاته
-----------
يم الطفل بالخيمة بس لوليله = لو لحظة يغفه هالمهد هالليله
بالجنة مهدك يلولد نحجيله === ويه الحبايب والاهل هزّاته
-----------
گلب الحسين المنجرح كل ساعة = حنّ الرضيع اليشهگ باوجاعه
والروح من فقد الولد ملتاعه = واحسن قتل في الله يا محلاته  
-----------
صوت العقيلة والسبط يسمعها = وصّاها لمن بالحرب ودّعها
صبرا على أمرٍ جرى يقنعها = هذا الامر من العرش نبعاته

الأحد، 1 سبتمبر 2019

شهر الشهادة


شهر الشهادة
=================

بقلمي ؛ جعفر ملا عبد المندلاوي
1محرم 1441هـ :: 1 ايلول 2019

=====
جمرة الشجو استعرّت في الدُنا = واكتسى الأكوانُ ألوانَ الأسى
يا لشـــــهر الحزن مهموماً نـــزلْ
فيه قَتْلِ الآل والدمع انهملْ
زِيـــدَ أوجاعي كغيْثٍ قد هــطلْ
سل بني حرب وأبناء الخنا = أيُّ جُرْم من حسينٍ قد رسا
عيشها كرْب فلا يوماً صفا
طلّق الدنيا على الدنيا العفا
وانقضى سمت الهدى عنها اختفى
دولة المغرور ، والأخرى لنا = خاب من يأتي اليها مفلسا
ليس شــــــهرٌ مثله فيما جـــرى
يُقتل الأطهار بل خيرُ الورى
رجّت الأكوان واختلّ الثرى
رزؤه أهوى من الدين البنا = خامس الأنوار من أهل الكسا
عن ذبيح في بلادي لا تســــل
جسـمه مرمى لضربات الأسـل
ثمّ ديس الصدر من غِلِّ الذَحَل 
هذا رأس السبط من فوق القنا  = عينه تبكي اليتامى والنسا
مات ضــــمآناً ولله شــــكى
سبطُ خير الأنبيا نسلٌ زكى
لست أنساه طريحاً منهكا
روحه الظمأى لشُطآنٍ رنا = والحشا والحلق منه أيبسا
تارة يرنو لخيمات الاهل
تارة فكره بالجيش انشغل
ثم صوتٍ من رضيعٍ قد وصل
أمّة الاسلام في حفل الهنا == حين افنى الوغد سبطا أقدسا
كم على رمضائها ممن شرى
نفســــــه لله للعليا ســـــــرى
حاموا عن آل الهدى حتى جرى
من دمٍ زاكٍ ففازوا بالمنى = جنة المأوى مقرّاً مؤنسا
صال في الميدان أبناءُ النبي
من نجيدٍ باســــــــــلٍ حرٍّ أبي
خير أصحابٍ كرامٍ أنجبِ
كلُّ نجمٍ رفعة الاخرى جنى = ليس فيهم الا شهْماً كيّسا
فيْحُ قلبي منه جاشت مهجتي
كيف أنسى لوعتي أم حرقتي
فجْعةٌ ظلت تماشـــي زفرتي
لست أنسى كيف أقمار السنا = قد هوت والكون بالحزن اكتسى
واذكر الأنصار إخوان الصفا
بل هم الفرسان خلان الوفا
ليس فيهم من جفا أو من حفا
واصطفاهم ربنا فيمن حنا =  وارتدوا فيها حريراً سندسا
زاد حزني كيف تُسبى زينب
في ذرى المجد المُعلّى تُنسبُ
عن لسان الوحي ظلّت تخطبُ
في نواديهم وهم اهل العنا = حُرّة ذلّت خبيثاً أشْرَسا
هذا شــــــــــهر الكرب يدعى وبلا
حيث جسم السبط ملقى في الفلا
أمة قــــــــــــــــد أذنبت في كــــــربلا
ليس يجدي نسكها حتى الفنا = في جحيم النار تُلقى أتعسا
أمّةٌ ضلّت وتاهــــت في الفتن
واعتراها الذل في سيل المحن
زاد ذاك التيه بل فاق الدرن
حينما قالوا بجمعٍ حسبنا = سوء قول قبْح ذنب بائسا
منذ ذاك اليوم والباغي عتا
لم يراعوا الله ما فــــيهم أتى
سيّدي أنّى ظهور أم متى ؟
هل شروقٍ من غياب قد دنا = ضاق صدري قلّ صبري هل عسى