الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

لا خير في بطون جاعت ثم شبعت

لا خير في بطون جاعت ثم شبعت!
==================
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم جعفر ملا عبد المندلاوي
12-11-2015
الواقع الذي نعيشه اليوم في بلدنا العراق مما لا نُحسد عليه ، وهو نتاج جملة أحداث ومتغيرات في المنطقة قبل العراق ، منذ اربعة عقود ،  كان واحدة من أهم اسبابها إنفراد الولايات المتحدة بالعالم كقوة عظمى ، وإنحسار الدور الروسي منذ عام 1990 بسبب سياسات غورباتشوف التي أضعفت روسيا الى حد ما ، مما دفع بالولايات  المتحدة  الى الغرور السياسي  وممارسة غطرسة القوة مع العالم أجمع  ، والعراق واحدة من ساحات المنافسة الدولية لأسباب معروفة للجميع , أهمها أنه يمتلك أضخم مخزون نفطي في العالم ، وثانيها تنامي وبروز القوة الايرانية  (الشيعية) الجارة الشرقية للعراق ، وهذان السببان  بذاتهما جرّا على العراق كل هذه المآسي والحروب والحصارات عبر العقود الاربعة.
ولقد ساهمت تلك الاحداث وخاصة في 2003 وسقوط نظام صدام حسين في العراق ، الى بروز طبقة سياسية في العراق كانت قبل الأحداث إما عملاء وإما عبيد لهذه الدولة أو تلك وصاروا أسياد هذه الدولة الغنية.
وبما أن الطبقة السياسية الجديدة كان أغلبهم تحت رحمة دولاً أجنبية وكانوا يستجدون منها اللقمة قبل الكلمة ، شيء طبيعي أن يوفون لهم اليوم جراء إيصالهم للسلطة بعد أن كانوا مشردين في الآفاق ..
وصدق أمير المؤمنين صلوات الله عليه حين قال : ((اطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها اصيل ... ولا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الخير فيها دخيل)).
فالطبقة السياسية اليوم لا ننتظر منها خيرا بعد  أن إنغمسوا في أموال السحت حتى تلوثت عقولهم وضمائرهم بها فلا دواء الا الكي .. ولا أستثني منهم أحداً ، حتى الذي كان موجودا في الداخل وانخرط معهم صار جزءاً من المؤامرة على الشعب ..
لذلك ::

أصبح لزاما اليوم على الطبقات الواعية من الشعب الالتفات الى الامر قبل فوات الاوان ،، صحيح ان المرجعية تدعم اي اصلاح أو أي عمل يخدم المواطن ، ولكنها لا يمكن أن تكون بديلا عنه في محاربة الفاسدين ، لان هناك قوى في العراق وخارجه تحارب الرعاية الابوية للمرجعية ومساهمتها في الاحداث .. فالشارع العراقي ينتظر وينظر بشغف الى مجاهدينا الأبطال في جبهات القتال لدحر داعش بأقرب وقت ومن ثم الالتفات لتصحيح مسارات الداخل ، اشبه ما يكون بالانقلاب على الوضع الحالي ، فبوجود الدستور والبرلمان لا يمكن إقامة أي اصلاح ، وهذا ما يمكن استنتاجه من كلام بعض القياديين في الحشد المقدس ، مما يدل على انهم ليسوا بعيدين عن ارهاصات الشعب ولكن من مبدأ الأولويات فهناك مهم وأهم ، فالخطر الداعشي ومن يقف خلفه يشكل الاولوية اليوم للمجاهدين في رده والقضاء عليه .. فلا يوجد أشرف وأنزه وأكثر وطنية من أناس يضحون بارواحهم دون ان ينتظروا شكر او مقابل من احد .. فهم القادة الحقيقيون للعراق في الغد القريب ان شاء الله ونتوسم فيهم خيرا ..  طبعا مع مراعاة التوازنات الاقليمية ،، ولكن في النهاية إذا كنت قويا فالجميع يحترمك وان كنت ضعيفا فتدوسك أرجل السياسة ..