الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

جوهرة النهر !



جوهرة الموج
===============================================
بقلمي جعفر ملا عبد علي المندلاوي
2 - 8 - 2016م  = الموافق 27 شوال 1437هـ
هذه الكلمات هي قصيدة رثاء لروح ولدي الحبيب وقرة عيني الفقيد عبدالله الذي وافاه الأجل غرقاً نهار الجمعة 10 شوال 1437هـ الموافق 15- 7 - 2016 وعمره 18 ربيعا ، فإنّا لله وإنّا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العليّ العظيم .
قد نزل الأمر فصدري ضعضع =نارٌ  تلظى في الحشا تَستوسِع
حل قضاء الله جلّت قدرتُه === حاشـا لأمرِ الله أن يُسـتدفَعُ
دار  تحـفٌّ بالبــلايـا كثــرة === هيـهات نرجو صــفوها المنقطـع
فالناس موتى والمنايا يقظة === في غمرة الآمال عنها تُخدعُ
فالدهر لا يعطي لراجٍ رغبة = كطالب الماء ، أيُغني اللعلعُ ؟
لا حيلة في الكرب الاّ خوضه = والصبر زادي في رضاه أطمع
تسري مع الايام ذي آجالنُا == والحكم ماضٍ ماله مُشَّفعُ
فقدٌ عزيزٌ ثم فقدٌ أوجعُ ==== رفقا بقلبٍ جوفه ينصدعُ
صبرٌ هناك وإصطبارٌ  هاهنا = قبرهما بين الشغاف مودعُ
بعد الزوال من نهار الجمعة =سهم المنايا أردى لبي الموجع
عزّ عليّ أن أراك جثة === حُف بك الموت وضاق الموسَعُ
وإن اطاق أخذك من ناظري = دون المحال من فؤادي تُنزع
أماتــك النهرُ الذي تيَّــاره ====  هَــاج فهاج مني ســـيل يهـــرعُ
فاضطرم الماء حَسَوداً عندها = فضمكَ كالدُرّ فيه تسطعُ
كيف طواكَ الماء إذ يَحيى به == كلّ الوجود للحياة مــنبع
والموج إذ لم يبك ابني غرقاً === فقد بكى قلبي دماً يندلعُ
واُســتلّ رُغماً من ذويه بغتةً == قبل الأوان وهو شابٌ يَفَعُ
يـاكوكبـاً مــا كان لو اُبقيت لي == بدراً يُضيء ليليَ والمهجعُ
كم سال فيك يا بُنيّ أدمعي == وفي الفؤاد حســرات تقبع
رحلت عن دنيا بثوبٍ طاهر = فإهنأ بدار ٍ لست فيها تُصْدَعُ
وجدٌ تنامى في الزفير حـــرّهُ == وخزٌ  يحزٌّ  في الشغاف يلسعٌ
يا نور قلبي ياضياء مقلتي === تبكي النياط من دمٍ تنقَطِعُ
والعين تبكي كيف لا وهي ترى=تحت التراب رمسهُ والمضجع
أبكي دماً لأني فيك فاقدٌ ==== خُلقٌ وآدابٌ وقلبٌ يخشعُ
قلبٌ كسيرٌ هَـدّهُ رزءٌ جللْ == وسط الحشا وجيبه يجعجعُ
يا ألطف الأرواح ضُمَّت في بدن = عند الآله روحه استودع
كنتُ به أُكنى فصرت كلما= كنّاني شخص فاض مني المدمع
كان رجائي بعد موتي ذاخرا == حتى دهاه ، فالرجا منقطع
إنّي يئست اذ نزلتَ للثرى == واغتالك كف الردى المتسرعُ
هلّا أتاني حين منك قد دنا === لكنه الموت الذي لا يشفعُ
إنّي لأشتاق لطيب حديثه === ونبرة من صوته هل اسمعُ؟
في كل ركن من زوايا دارنا == ضحكاته فيها وعطرٌ أضوعُ
لو كانت الدنيا جميعا عوضاً = ما كان لي عنه بذاكا مَقنَعُ
يا حبة في القلب يا روح المنى = مني ســـلاماً دائماً يستتبع
تحيةٌ تنساب من بين الحشا == وجدٌ لوادٍ أنت فيه ترتعُ
لئن مضى عبدُ فلِي محمدٌ === خلفٌ أرجيه اليه المفزعُ
قد يمحو القبر جمال وجهه = لكنه وسط الحنايا تُطبع
حتى اللقاء عند ربِ راحم = نرجو النجاة والجنان مجمع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق