الأحد، 25 ديسمبر 2016

صفصف الأحلام



صفصف الاحلام
==============================================
بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
24-12-2016م : 25 ربيع الأول 1438هـ


سَجَم الفكر بفيض الأحرف === فَغَدا النَظمُ بنَضحٍ يَذرُفِ
وانبرى الشعرُ شَــجيَّاً ناعيّاً == يندبُ البدرَ علامَ يُخْسَـــفِ
فاستهلّ القولُ في غُرَّتهِ === بأجيج الحرف والوجد الخفي
ولهيبٍ قد سرى متسقاً === بين جدران الحشا لا ينطفي
بِــعُـــتُــــوٍّ هـــــــدَّ قَلْـــبٍ والــِهٍ ==== ووجيب القلب جاشٍ وَجَفِ
ضعضع الرزء حنايا أضلعي = والجوى يشتّدُ وسط الشُغُف
يا يراع الشجو خذ لمدادك === من دموعي زمزماً لا ينشف
كيف أنـسى والآسى يغمرني == باذخا لا يرعوي أو يـختفي
ولدٌ في الدنيا كلّ منيــــتي == فــغدت دونــــه قاعا صـــفصف
كنـــت أرجوه ليــوم فـــــادح == قُــــرّةُ عـــيـــن ، صديقٌ وصَـــفيّ
كوكبٌ قد أشرق البيتُ به == وسَــــــــما وهجُه ليلَ السُــدَف
كوكبٌ تخطفه كَفُّ الردى == فأحال العمرَ حَرِجاً شُظَفِ
هائماً كان الفؤاد مولـــعاً === عنـــد رؤياه ، بشــوقٍ مُدْنَف
كربيـــعٍ كان يزهو ألقا ==== وشذى طِيبٍ ، وعيشٍ أترف
وابنةٌ كانت لحزني سلوةً = فاصطفاها دوني مـُـرَّ الحُتف
قِطعةٌ منّي ثواها رمســــــــُها == ونـــــأتْ عنــــــّي فيــــا للأســــف
وجـــعٌ جــعجــع فــي لُبِّ الحشا = لا يُســـــــلَّيه تســــــالٍ تَـــــــرِفِ
هاك فكري ذاهلٌ من يومـــــهِ == نابَهُ أنباءَ فَقْـــدٍ مجحف
هاك روحي يا لك الروح فدا === بين فَكَّي الألم ترتجف
هاك عَيْنَــيَّ تأمل دَمعهَا ==== سال سلسالا كسيلٍ وَكَف
هاك قلبي وَجْدُه مستحكمٌ ==== وأنينٌ كَامِنٌ لم يُكشـــف
هاك قلبي كم طوى من لوعة = حَمَّها حرُّ نوىً مُتَعَجْرِف
هاك قلبي سَكَنَا في جوفه === حفرا رمسين قبل النجف
إن عَفَا الدرّ  وزال ضوءُهُ ==== أيُّ معنىً لبقاءِ الصَدف
عيل صبري بعدكم يا وَلَدَيَ = لا كيعقوب النبي في يوسف
كنتما للعَيـــْن نـــور الحــدق === وكـــذا للروح أُنْسٍ مُـورِف
حتى صار القلب من فقدكم ==== جمرة تســــــتعر يا لَهَفِي
أغمر الأنظَار من رسميكما ==== ضمأُ العينَ لها لا يكتفي
وصدى صوتيكما في مسمعي = لا يبارح ، مثل ضيف أنِف
أعجف الأيام مرت عابسات = تقضم العمر وشيبي يَغِفِ
ياآلهي إن كان هذا في رضاك = فارض عنّا يالطيف الشَرَف
وامنح الصبر لقلبٍ فاقدٍ ===== من عزيزٍ  لحبيبٍ و وفــــــــيّ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق