أسراب الآسى
============
بقلم : جعفر ملا عبد المندلاوي
27-3-2013 ديالى
قصيدة رثاء في إبنتي (يقين) ذات الثامنة عشر
ربيعا
التي وافتها المنية آخر نهار الخميس
14-3-2013
=================
كَـمْ بَكـَتْ عَيْنَـيَّ ؛ لكِنْ مِثلما ===
دَمَعَتْ فِيِـكِ فَلا يَوماً بَكَتْ
وَبِقَلبيِ ألـفُ جُـرحٍ نـازِفٍ === وَحدَهُ
جُرحِـكِ نيراناً سَـــرَتْ
كَشِواظٍ وَسْـطَ أَحشائي ، فما === رَقَـأتْ
؛ لكنَّمَا إضْـطَرَمَتْ
كَمْ فـؤادٍ أفجَـعَ الَموتُ، وَ لِي ===
كَسَــّرّتنِي طِخْيَةٍ لمّاَ دَهَـتْ
في غّداةِ البَينِ أَرخَـى لَيلُهُ === وبِأسـرَابِ
الآسى قدْ أَطْبَقَتْ
كَيفَ أردَاكِ الرَدىَ حتى إرتَدى == صُبحِيَ
لَيلاً وشَمسي أَفَلَتْ
فَسِهَامُ المَوتِ تَتْرَى رَشْقُهَا ===
لِنُحُورِ الخَلقِ حَتماً صُوِّبَتْ
يَــا أَكُفّـاً لِلمَنونِ هَـدّمَتْ ===
مِنّيَ الرُكْـنَ ؛ وأسْــوَاري كَبَـتْ
قَدْ أَرَانيِ الدَهْرَ شَيْباً بَعدَما ===
هَدَّنِي الرُزْءُ وعُودي يَبَسَـتْ
فَأنَا المَفجُوعُ فيِمَن رَحَلَتْ === كَمْ
ضَرِيحـَاً في فؤادِي حَفَـرَتْ
أيُّ حُزْنٍ في الحَشا مُستَوسِقٌ ===
وَلَظَىً بَينَ الجَوَى إِقْتَدَحَتْ
سَرمَدِّيُّ الغَّـمِ مَفتُوحَ المَدى
== أَخَذَتْ رُوحُ المُنَى لَمَا مَضَتْ
أَيُّ بِـنْتٍ أَيْتَمَـتْ والَــدَها !؟ ===
وَدَعَـتهُ في آسَـىً لَمَّا قَضَتْ
نَذَرَتْ للِخَيرِ مِن أعْـوَامِها ====
لِلتُــقَى فِيها صَـحَائِفاً طَـوَتْ
يَا مَلَاكَ الطُهْرِ يَا عَينَ النَقاءِ =
يَا سَحابَ الصَبرِ بِالطِيبِ جَرَتْ
تَرَكَتْ فِي النَبضِ آهَات النَوَى ===
وَكَمَوجِ البَحرِ، أسدَافاً عَلَتْ
يَا (يَقيناً) إتّقَتْ حَتى اليَقينَ ===
رَبَّهَا ؛ فإستَبْشَرَتْ فِيمَنْ رَأَتْ
سَيِّدَ الدِينِ وآلَ المُصطَفَى === حَضَرُوهَا تحتَضِر أو أوشَكَتْ
فَبِهَذا نَصًّ قُرآنَ الآلَهِ === فِيِه
جَاءَت (إعْمَلُوا )، فِإستَيقَنَتْ
في الغَــرّيّ قَدْ ثَوَتها تُربَةٌ === أَغْدَقُ
الرَحِمَاتِ واللُطفِ حَوَت
كَيْفَ لا وَهيَ عَـرِينُ حَيْدَرٍ ====
وَبِــرَوْحٍ ثُمَّ رَيـحَانٍ أتَــتْ
فَتَغَشَاهَا مِنَ الطُـــورِ رِمالٌ === هي
مِسكُ ،هي ضَوعٌ عَبَقَتْ
والى الحَشْـرِ سَيـَبكِيكِ دَمِي === لَا دُمُوعٍ في المَآقي انسَـكَبَتْ
نَبِئُونِي مَنْ يُجاريِ حُزنِي ذَا ===
غَيْرَهُم خَمَسَتَهُم فِيما خَلَتْ
قَـدْ بَكَـوا لِلفَـقْـدِ مِــنْ آدَمِهـِم
=== وَبـِزَينِ العَابِـديـنَ إكتَمَـلَـتْ
هُمُو مَعْصُومُونَ مِن بَارِئِهِم ===
وَجَرَت أَدمُعَهُم ، فَإشتَهَرَتْ
آدَمٌ أَشـجَاهُ قَتْـلَ فَـرعِـهِ ===== وَمِـن
الدَمعِ ، أخَـاديـدَ بَـدَتْ
مِثلَ يَعـقُـوبَ الــذَي مِنْ بَثِّهِ ===
يشَــكُو للهِ ، وَعَيـنٍ ذّهَبَــتْ
وَبِرِيحٍ مِنْ قَمِـيصٍ أَبصـَرَتْ ===
عَينُهُ ؛ مِن بَعدما قَدْ طُمِسَتْ
وَهُنَاكَ لَوعَـةٌ مِنْ يُوسِـفٍ ==== فـِي
بَني وَالـدِهِ لَـمّا طَغـَـتْ
غَيَّبـُوهُ فِي ظَـلامٍ دَامِـسٍ === وَإحْتَـوَتْهُ
البِئْـرَ كَالقـَبْـرِ غَــدَتْ
والى أُمَ أَبِيِهَا فَـاطِـــمٍ ===== لـِرَزَايَاهــا
المَـلائِـــكُ نَـعَـــتْ
أغرَقَت مِن دَمعِهَا وَجَهَ الثَرَى === وَمِنَ
الآوصابِ لله شَكَتْ
وَهُنا السَجّادَ مِذْ يَومَ الحُسَينِ ===
وَاكِفُ الدَمْعِ كَوطفاءٍ هَمَتْ
فَـغَـدَوا أُســـوَتُنا ، قُدوَتـُنـا == وَبِـهِم
هَـامِـي المآقـي أيْنـَعَــتْ
يَا آلَهي مُلهِـمَ الصَبـرِ أَغِـثْ === كــلُّ
نفــسٍ بعـزيزٍ فُـجِعَـتْ
فَإليكَ الرُجعَى ربُّ العَالَمِين ===== فَحَنَانَيكَ
فـي يَومٍ أَزِفَـتْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق