الثلاثاء، 30 يوليو 2013

أسراب الآسى ~


أسراب الآسى
============
بقلم : جعفر ملا عبد المندلاوي
27-3-2013 ديالى 
قصيدة رثاء في إبنتي (يقين) ذات الثامنة عشر ربيعا
التي وافتها المنية آخر نهار الخميس 14-3-2013
=================

كَـمْ بَكـَتْ عَيْنَـيَّ ؛ لكِنْ مِثلما === دَمَعَتْ فِيِـكِ فَلا يَوماً بَكَتْ
وَبِقَلبيِ ألـفُ جُـرحٍ نـازِفٍ === وَحدَهُ جُرحِـكِ نيراناً سَـــرَتْ
كَشِواظٍ وَسْـطَ أَحشائي ، فما === رَقَـأتْ ؛ لكنَّمَا إضْـطَرَمَتْ
كَمْ فـؤادٍ أفجَـعَ الَموتُ، وَ لِي === كَسَــّرّتنِي طِخْيَةٍ لمّاَ دَهَـتْ
في غّداةِ البَينِ أَرخَـى لَيلُهُ === وبِأسـرَابِ الآسى قدْ أَطْبَقَتْ
كَيفَ أردَاكِ الرَدىَ حتى إرتَدى == صُبحِيَ لَيلاً وشَمسي أَفَلَتْ
فَسِهَامُ المَوتِ تَتْرَى رَشْقُهَا === لِنُحُورِ الخَلقِ حَتماً صُوِّبَتْ
يَــا أَكُفّـاً لِلمَنونِ هَـدّمَتْ === مِنّيَ الرُكْـنَ ؛ وأسْــوَاري كَبَـتْ
قَدْ أَرَانيِ الدَهْرَ شَيْباً بَعدَما === هَدَّنِي الرُزْءُ وعُودي يَبَسَـتْ
فَأنَا المَفجُوعُ فيِمَن رَحَلَتْ === كَمْ ضَرِيحـَاً في فؤادِي حَفَـرَتْ
أيُّ حُزْنٍ في الحَشا مُستَوسِقٌ === وَلَظَىً بَينَ الجَوَى إِقْتَدَحَتْ
سَرمَدِّيُّ الغَّـمِ مَفتُوحَ المَدى ==  أَخَذَتْ رُوحُ المُنَى لَمَا مَضَتْ
أَيُّ بِـنْتٍ أَيْتَمَـتْ والَــدَها !؟ === وَدَعَـتهُ في آسَـىً لَمَّا قَضَتْ
نَذَرَتْ للِخَيرِ مِن أعْـوَامِها ==== لِلتُــقَى فِيها صَـحَائِفاً طَـوَتْ
يَا مَلَاكَ الطُهْرِ يَا عَينَ النَقاءِ = يَا سَحابَ الصَبرِ بِالطِيبِ جَرَتْ
تَرَكَتْ فِي النَبضِ آهَات النَوَى === وَكَمَوجِ البَحرِ، أسدَافاً عَلَتْ
يَا (يَقيناً) إتّقَتْ حَتى اليَقينَ === رَبَّهَا ؛ فإستَبْشَرَتْ فِيمَنْ رَأَتْ
سَيِّدَ الدِينِ وآلَ المُصطَفَى === حَضَرُوهَا تحتَضِر أو أوشَكَتْ
فَبِهَذا نَصًّ قُرآنَ الآلَهِ === فِيِه جَاءَت (إعْمَلُوا )، فِإستَيقَنَتْ
في الغَــرّيّ قَدْ ثَوَتها تُربَةٌ === أَغْدَقُ الرَحِمَاتِ واللُطفِ حَوَت
كَيْفَ لا وَهيَ عَـرِينُ حَيْدَرٍ ==== وَبِــرَوْحٍ ثُمَّ رَيـحَانٍ أتَــتْ
فَتَغَشَاهَا مِنَ الطُـــورِ رِمالٌ === هي مِسكُ ،هي ضَوعٌ عَبَقَتْ
والى الحَشْـرِ سَيـَبكِيكِ دَمِي === لَا دُمُوعٍ في المَآقي انسَـكَبَتْ
نَبِئُونِي مَنْ يُجاريِ حُزنِي ذَا === غَيْرَهُم خَمَسَتَهُم فِيما خَلَتْ
قَـدْ بَكَـوا لِلفَـقْـدِ مِــنْ آدَمِهـِم === وَبـِزَينِ العَابِـديـنَ إكتَمَـلَـتْ
هُمُو مَعْصُومُونَ مِن بَارِئِهِم === وَجَرَت أَدمُعَهُم ، فَإشتَهَرَتْ
آدَمٌ أَشـجَاهُ قَتْـلَ فَـرعِـهِ ===== وَمِـن الدَمعِ ، أخَـاديـدَ بَـدَتْ
مِثلَ يَعـقُـوبَ الــذَي مِنْ بَثِّهِ === يشَــكُو للهِ ، وَعَيـنٍ ذّهَبَــتْ
وَبِرِيحٍ مِنْ قَمِـيصٍ أَبصـَرَتْ === عَينُهُ ؛ مِن بَعدما قَدْ طُمِسَتْ
وَهُنَاكَ لَوعَـةٌ مِنْ يُوسِـفٍ ==== فـِي بَني وَالـدِهِ لَـمّا طَغـَـتْ
غَيَّبـُوهُ فِي ظَـلامٍ دَامِـسٍ === وَإحْتَـوَتْهُ البِئْـرَ كَالقـَبْـرِ غَــدَتْ
والى أُمَ أَبِيِهَا فَـاطِـــمٍ ===== لـِرَزَايَاهــا المَـلائِـــكُ نَـعَـــتْ
أغرَقَت مِن دَمعِهَا وَجَهَ الثَرَى === وَمِنَ الآوصابِ لله شَكَتْ
وَهُنا السَجّادَ مِذْ يَومَ الحُسَينِ === وَاكِفُ الدَمْعِ كَوطفاءٍ هَمَتْ
فَـغَـدَوا أُســـوَتُنا ، قُدوَتـُنـا == وَبِـهِم هَـامِـي المآقـي أيْنـَعَــتْ
يَا آلَهي مُلهِـمَ الصَبـرِ أَغِـثْ === كــلُّ نفــسٍ بعـزيزٍ فُـجِعَـتْ
فَإليكَ الرُجعَى ربُّ العَالَمِين ===== فَحَنَانَيكَ فـي يَومٍ أَزِفَـتْ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق