الأحد، 20 نوفمبر 2016

ربيع الدمــع ..

ربيع الدمع
===================================
بقلمي : جعفر ملا عبد المندلاوي
18 صفر1438هـ : 20تشرين ثاني2016 م
- الرجز -

أطلق مآقيك بذرف النَدَب === واروي ربيع الحزن كي يعشوشب
واسبل دموعاً هادرا فيمن سخا = بالنفس والأهل الكرام النُجب
وجاد بالدمّ الزكي الطاهر ===== كي يبقى دين الله صافٍ لاحِب
قم واسـي آلَ الله فــي أحزانهم ==== وابْكِي لما أبَكَى النبي الأطيب
الحــزنُ حُزن الله في أبياتهم == والدمــعُ ينساب كفيض الســــُحُب
موت الحبيب الخاتم المؤَيّد === خَطْبٌ جليل بل وأدهى الخُطُبِ
والأفضع أن يمنعوه عهده  ===== حتى قضى عنهم بقلبٍ كَئب
والرزءُ في قول الطغام؛ يهجرُ ==== فرَدّ:(قوموا عني) أهل الريَب
وهو مُسجَّــى بين أهل بيـته ======== والجســـد الطــاهر لَمَّــا يُتــرَب
فأئتمروا للملك في سقيفة ====== فالأمرُ مسروقٌ بذا مُغتَصَب
وبعده بضـــــــــعته لمّا رأت ======= جمع الجفاة قد أتــــــــوا بالحطب
همّوا بحرق الدار دار فاطمٍ =========  لا زال فيها للأمين زغب
قالوا له في الدار آل أحمدٍ ======= قال: (وإن!)، نحرقها باللهب
بيت نزول الوحي والذكر الذي ======= آياته نور اضاء الكوكب
وهل جزاء المصطفى في دينه ===== حرق البيوت واقتحام العَتَب
ورفسة للباب أردى محسنا ====== فانكسر الضلعُ فيا للعجب!
من أمة لم ترع في عترته ============ نبيها ، بذا روتنا الكتب
ماذا لقى آل النبيّ بعد مــا ===== صار الى الفردوس؛ غير الشغب
والفرضُ من رب العباد ودّهم === بذا أتى الذكر الحكيم الأعذب
قتلٌ وظُلمٌ وإغتصابُ فيئهم ====== والنفـــي نحو المشرقٍ والمغـرب
سجنٌ وتنكيلٌ وهدم دورهم ===== لم يَرْقُبُوا عهداً ولا من نسب
فمنهم في السجن يقضي عمره === ومنهم بالطرد أقصى الأجدب
خوف واذلال وحرب ضدهم ===== سبٌّ وشتمُ للنسا بعد السبي
سل بدرها وحنينها سل أحداً ==== تنبيك عن سرّ العداء الأخيب
بغضوا عليا أهلك أشياخهم ======== وسيفه منهم ينال المأرب
وذو الفقار في يمين الضيغم ====== أفناهم من أشوس ومحرب
واستخبر التاريخ عن أسلافهم === شدخا أبادهم بسيف عَضب
ثأروا لهم يوماً بيوم بعدها ====== حين صفا الملك لقومٍ كُذَّب
إذ قام فيهم خاطباً هل فيكم === من غيركم؟ في مَحْفِل مُكَبْكب
فأقسم لا حشرَ لا جهنمَ ========= وإنما الملك الذي لا يَغرُب
 تلقفوه آل حربٍ ويلكم ======== تلقف الكرات وسط الملعب
لاهون في ضلالهم وكفرهم ====== والظلم طاغٍ بئسما مكتسب
صَبْرُ عليٌ طال في سلطانهم ===== وعجاف أعوامٍ مضت بالكَرَب
حنى أتاه الملك سعيا يطلبه ===== ( بَعْدَ اللَّتَيَّا وَالَّتِي ) واللَجَب
ثم اللذان نكثا عهدهما ========== للحرب نارا أوقدوا تـَلَّهب
ساروا بقوم نكثوا بيعتهم ===== حتى عَوَت فيهم كلاب الحوئب
جاءوا الى البصرة غدراً غدروا ===== والمرأة فوق البعير الأدبب
عشرون ألفا قد قضوا في ساعة === يا أسفي لِسَوءة المنقـَلب
أمرٌ من الله لأزواج النبي ==== (وقرن) في البيت وارخوا الحُجُب
والقاسطون إذ أزاغوا وعتوا = واستنفروا جيش الطغام المُعِيب
سار إليهم برجالٍ آمنوا ====== مثل الجبال الراسيات الصَلَب
لله في الله الى الله على ======= يحطم رؤوس الكفر دون تَهَيُّب
في الله لا يثنيه لومة لائم ======== عهدٌ من الله وليس مُكذَب
ومنه أشقى الآخرين قد أتى ======= محرابها لقتل فخر العرب
فاختضبت لحيته من دمه ==== به غدى رأس الهدى مختضب
جبريل نادى في السماء ناعيا ======== تهدّم والله ركن المذهب
هذا عليُّ المرتضى كهف التُقى ===== وصيُّ خيرُ الرسل المنتجب
والحسن السبط قضى بغدرهم === ظلما بسمٍّ أُخفيَ في المشرب
وفي الطفوف بضعةٌ للمصطفى ===== يُقتلُ بغياً ليته لم يَغُب
حتى مضى وفي الحشى تستعر ==== نار الضمأ بقرب ماء عَذُب
ذاك الحسين خامس أهل العبا === وأمُّه الزهراء بنت الحسب
يا كعبةَ الثُوّار محبوب الآله ==== يا مقصد الأحرار عالي الرُتَــــب
قد كنت نوراً ساطعا في كونه ==== من جانب العرش تُرى منسَكِب
الآن فاستدمع وزد في عبرةٍ === فيمَن قضَى بالطَّف فوقَ التُرُبِ
قد سالَ دمعُ احمداً في سبطه = يوم سطوع النور في بيت النبي
صدرُ الحسين داسه خيل العدى == وقد دَرَوا مصدَرُه فـي الحُجُب
وظل في البيداء مرمىً في العراء == مثل الغريب يشكو  ظلم الأقرب
لهاشم فيها بدور خُسفت ======== فأشرقت بهم جنانٌ أرحَب
شال الحسين نحوهم رضيعه === عطشاً فأردوه بسهم مغضب
واستبسل الأنصار في ميدانها === فصاروا خير الناس خير الصحب
وكالأضاحي ذبحوهم وهمو ====== من خير أهل الأرض أمّا وأب
فقاتلوا حتى النســاء خســة === من جورهم ضجت ضوارِ السبسب
ثم أَتَوا على الخيام ألهبوا ======== النيران في أرجائها كالشُهُب
فيها وما فيها من الآل عدد ========= ثمانون بين رضيع وصبيّ
ثم الأسى كلُّ الأسى ولوعةٌ ====== في حرمة هُتكت وسبيُ زينب
يمضي بها الأجلاف والركب معا ==== بين البلاد يا لها من كَرب
فأوقفوهم عند باب المسجد ==== حبلٌ يُقَّيدهم ورأس يُصلب
في موقف يذوي الجبال حرقة ====== وفيهم زين العباد الحَدِبِ
فجيء بالرأس الشريف الاقدس == لمجلس المسخ بطست الذهب
حقاً على الدنيا العفا ويزيدهم === في سكره يلهو بشدو الطرَب
وكيـف قالوا ان فيهم عِبـرة ========= ثم أتـوا بكــلّ أمـر مـرعـب
للآن تجري من دماء كربلاء ===== كالسيل يسخي نبعه لا ينضب
هذا الحسين أنظروا آثاره ======== يبقى على مر الزمان يغلب
حقاً على الدنيا العفا من بعدهم ==== لا خير فيها حالها مكتئب
حقاً على الدنيا العفا إذ أفلت = شمس الهدى والبدر فيها غائب
حقاً على الدنيا العفا والكافلُ == يبكي على الرمح دماءً يسكُب
حقاً على الدنيا العفا والأكبر ===== مُقطعٌ ذاك شبيه الطّيبِ
حقاً على الدنيا العفا ليس بها ==== مثل حبيب وزهير صاحب
حقاً على الدنيا العفا يا قائماً ==== عَجِّل ظهوراً ننظر بترقُب

للثار يوم لا محال قادمٌ ========== وراية للحق فيه تنصب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق