الثلاثاء، 2 يناير 2018

صرخة عهد

صرخة عهد
===============================================
بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي
31-12-2017 م
(( أنا  خلفي رجال يستطيعون  قلب موازين الشرق الاوسط بأكمله وليس الأرض المحتلة  فقط .. أنا عربية يا هامل ! )) ؛ هكذا ردّت الشابة الفلسطينية على القاضي الصهيوني وهو يحاكمها لأنها صفعت جنديا اسرائيليا ! في 27-12-2017.
 (البسيط التام)
1 عهدٌ تحدّت بني صهيون تهديدا = في صرخةٍ قد علت في العمق تنديدا
2 ها قد تعالى بوسط القدس اعلانا == ثم اعتلى للذرى بالحقّ ترديدا
3 عهدٌ تعالت ونادت يا أهالينا ==== هُبُّوا فقد حان يوم الرد تسديداً
4 ذي صرخة يا بني عدنان ردّوها = في وقفة ترتقي فالخصم منكودا
5 جاءت تنادي فهل في العرْب أسماع ==== أم هل اثارت مروءآت الأجاويدا؟
6 ذي وقفة جاوزت اعلانهم بُكماً == اكرم بها حافظت للعُرْب تمجيدا
7 (عهدٌ) تعدَّت فهل قد اسمعت طرْشاً ==== أم هل على أصغريها ران تصفيدا؟
8 رغماً ستبقى لعهدٍ صوتها يسمو ======= كلا لمن يعتدي بل يكفي تهويدا
9 في أمّة طالما في النوم قد تاهو === لا يسمعون الندا يهوون تقعيدا  
10 كم من رجالٍ دعت في ردّها فيهم = في عقر أبياتهم سمّوها صنديدا
11 من ذا تنادي أيا عهد لقد بيعت === أوطان أجدادنا للغرب تبديدا
12 حكامنا أعبدٌ للنفس والدنيا === كرسيُّهم غاية؛ ما الدين إن بيدا؟
13 ما همّهم قدسنا ، لا غصْب أقصانا = أموالهم خُصّصت للهدم ترصيدا
14 جمهورنا فاسمعوا نجدات أهلينا ==== لا تركنوا للذي للعار توليدا
15 ثوروا على ذلّهم هُبّوا كماضينا = واسترجعوا أرضنا جمعا وتحشيدا
16 هذا نداءٌ رقى أنّى تجيبوها ===== = بنت التَميميُّ قد أبدته تجنيدا
17 أمّا صعود السنا نرقى لعلياءِ ====== أو في خضوعٍ بقي من كان رعديدا
***************
نقد القصيدة بقلم العروضي الكبير الناقد والشاعر غالب أحمد الغول :
النقد العروضي لقصيدة الأستاذ الشاعر جعفر عبدالمندلاوي , وقد نظمها على بحر البسيط , وتفاعيله كما ظهرت على الدائرى الخليلية :
مستفعلنْ / فاعلنْ / مستفعلن/ فاعلن ........ مرتين
ــ ــ ب ــ / ــ ب ــ / ــ ــ ب ــ / ــ ب ــ
الأستاذ جعفر يقدم لنا قصائده على نمط خاص وإيقاع ينفرد به لنفسه فلعل بعض المنشدين يعجبهم هذا الإيقاع فيتمسكون به بغنائهم أو أناشيدهم , والقصيدة التي بين أيدينا كان لها طعم خاص في عروض أبياته وليس في أضربها , فالأضرب لا بأس بها فهي تتماشى مع عروض الخليل قلباً وقالباً ولا غبار عليها . وأما الأعاريض فلنا أن نوضحها للقارئ المتخصص في العروض ليعرف مسارها الإيقاعي الجديد والخارجة عن أعاريض الخليل .
إن لبحر البسيط ثلاثة أعاريض وهي :
1 ــ العروض الأولى مخبونة ( فاعلن تصير فعِلن )
2 _ العروض الثانية مجزوءة ( مستفعلن )
3 ــ والعروض الثالثة مقطوعة للتفعيلة مستفعلن لتصير مفعولن,
ولم تذكر كتب العروض استعمال القطع للتفعيلة فاعلن , وهو كما ورد في القصيدة . ولا يعني ذلك ظهور عيب في القصيدة ما دامت سليقة الشاعر استهوت هذا الوزن بعينه .
إن الخليل اعتمد الذائقة العربية في تدوينه للشعر , فالسليقة العربية لا تحبذ قطع (فاعلن) في عروض بحر البسيط , ولم تحبذ التفعيلة (فاعلن) وهي سالمة من الزحاف أيضاً , بل جاءت أشعار العرب بتفعيلة مخبونة وهذا ما يناسب الذوق العربي ,
وختاماً أقول , شكراً للشاعر على قصيدته , فهو ابتكر لنفسه وزناً لم يكن شاذاً عن بحر البسيط , وبخاصة لأن هذا البحر فيه من ألوان الإيقاعات ما يجعل الدارس في حيرة منه .

لكم التحايا الملاح أخي جعفر , وبارك الله بك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق