الامام
الكاظم
-------------
رهين المطامير
==========================
بقلمي
جعفر ملا عبد المندلاوي
29
رجب 1439هـ :: 16-4-2018
البحر الرمل
1 سَلْ سجون الظلم عن بدر البدور = عن أبي ابراهيم سلطان الدهور
2 عن امامٍ كاظمٍ يقضي سنيناً = = = = = بين قضبانٍ وسجّانٍ خفيرِ
3 في مطاميرٍ لهارون المجون = = = = = = = بين تقييد وفي أرض قفور
4 في سجون أحكمت بيبانها = = = = = = في سراديبٍ نأت مثل القبورِ
5 في دهاليز فلا يُدرى الليالي = == = = == من نهارٍ، وهو فيها كالأسير
6 وسط أسداف الليالي الموحشات = = = ظُلمةٌ في عَتمةٍ دون السمير
7 لا يَرى شمساً ولا في الليل نجماً = = = = بين حيطانٍ بلا ذنبٍ صبور
8 غاب عن أنصاره والقلب مدمىً = = = = والاسى نار تلظّى في الصدور
9 زاد عن عشرين عاما ظلّ فيها = وابن شاهكْ يرصد الطهر الحصور
10 ساجدٌ أو قائم أو صائمٌ فيها = = = = ويطوي الليل للصبح المنير
11 ظل يدعو ربه جوف الليالي = = = =
سجدةٌ فيها الى وقت الهجير
12 وحشةُ الدهليز والحبس الرهيب =
= لا أنيسٌ عنده لا من نصير
13 يقضي ساعات بسجدات طوال == يشكو للمولى من البغْي المرير
14 صمته كظمٌ وترتيلٌ وصبرٌ = = = = = عصمةٌ فيه وذو سمتٍ وقور
15 عزةٌ في النفس من بيتٍ كريمٍ = = = أهيبٌ بالبرّ موصوف الضمير
16 كيف لا وهو الامام المنتقى من = هاشم والنسل من ليثٍ هصور
17 صبرهُ في سجن هارون الخؤون = == صار نهجاً صار منهاج الغيور
18 هاهنا سجْن ببغداد ابتناه = = = ضيّقاً للجور ذا الفسق الجهير
19 سجنه المشهور في بغداد يحكي = = = ظلمهُ للآل حقداً والعشير
20 قد بناهُ فوق أجسادٍ لأسيادٍ = = = = ذراري أحمد الطهر البشير
21 لم يراعي فيهمُ حقّاً لطه = = = = = بل وزاد السبَّ بالقتلَ النكير
22 ذاك هارون الذي فاق الطغاة = = قسوةً وانساق للنفس الغرورِ
23 ذاك هارون الذي غنّى وباهى = = = = = واعتلى جوراً لكرسيٍّ حقير
24 أين عنه ملكه أين الجيوشُ = = = أي عنه عرشهُ وسط القصور؟
25 أين عنه الرقص والليل الطروب = أين عنه الفسْق بل شرب الخمور
26 أين سلطانٍ ترامى بين قطبيها = = = = تهاوى وانتهى عصر الشرور
27 سلْ تواريخ الأمم عن مجريمها = = عن طواغيتٍ عَتوا عبر العصورِ
28 عن عتاةٍ عن فراعينٍ تمادوا = = = أو غلوا في الجرم والقتل المبيرِ
29 مثل هارون الذي قد زاد جرماً = = في بني الزهراء بالفتك الخطير
30 زال ذاك الملك وانهار الصروح = = = ما بناهُ الزور يهوي في السعير
31 واستقر الحقّ وامتدّ الضياءُ = = = في العُلا بين الملا حتى النشور
32 ها هو المسجون فانظر قبةً في = == = قبرهِ تسمو وتعلو في الأثير
33 صار مسرى العارفين التائبينا = = = بل ومثوى كلّ ذي قلب كسير
34 صار مشفى القاصدين السائلينا = فيه يُشفى الداءُ بالوقت اليسير
35 صار مأوى كل مكروبٍ وشاكٍ = = = ذنبهُ يمحى ويحظى بالسرور
36 والضريح الفخم يزهو كالجنان = = = روضةٌ في جنّةِ وسط الزهور
37 هاك خذها بيعةً منّا وعهداَ = = = = =
ثمّ نبقى شيعةً لابن النذير
38 فاز من والاه في الأخرى وينجو = = = بل الى الجنّات يُدعى بالحُبُور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق