الثلاثاء، 17 أبريل 2018

رهين المطامير


الامام الكاظم

-------------

رهين المطامير

==========================

بقلمي جعفر ملا عبد المندلاوي

29 رجب 1439هـ :: 16-4-2018

البحر الرمل

1 سَلْ سجون الظلم عن بدر البدور = عن أبي ابراهيم سلطان الدهور

2 عن امامٍ كاظمٍ يقضي سنيناً = = = = = بين قضبانٍ وسجّانٍ خفيرِ

3 في مطاميرٍ لهارون المجون = = = = = = = بين تقييد وفي أرض قفور

4 في سجون أحكمت بيبانها = = = = = = في سراديبٍ نأت مثل القبورِ

5 في دهاليز فلا يُدرى الليالي = == = = == من نهارٍ، وهو فيها كالأسير

6 وسط أسداف الليالي الموحشات = = = ظُلمةٌ في عَتمةٍ دون السمير

7 لا يَرى شمساً ولا في الليل نجماً = = = = بين حيطانٍ بلا ذنبٍ صبور

8 غاب عن أنصاره والقلب مدمىً = = = = والاسى نار تلظّى في الصدور

9 زاد عن عشرين عاما ظلّ فيها = وابن شاهكْ يرصد الطهر الحصور

10 ساجدٌ أو قائم أو صائمٌ فيها = = = = ويطوي الليل للصبح المنير

11 ظل يدعو ربه جوف الليالي = =  = = سجدةٌ فيها الى وقت الهجير

12 وحشةُ الدهليز  والحبس الرهيب = = لا أنيسٌ عنده لا من نصير

13 يقضي ساعات بسجدات طوال == يشكو للمولى من البغْي المرير

14 صمته كظمٌ وترتيلٌ وصبرٌ = = = = = عصمةٌ فيه وذو سمتٍ وقور

15 عزةٌ في النفس من بيتٍ كريمٍ = = = أهيبٌ بالبرّ موصوف الضمير

16 كيف لا وهو الامام المنتقى من = هاشم والنسل من ليثٍ هصور

17 صبرهُ في سجن هارون الخؤون = == صار نهجاً صار منهاج الغيور

18 هاهنا سجْن ببغداد ابتناه = = = ضيّقاً للجور ذا الفسق الجهير

19 سجنه المشهور في بغداد يحكي = = = ظلمهُ للآل حقداً والعشير

20 قد بناهُ فوق أجسادٍ لأسيادٍ = = = = ذراري أحمد الطهر البشير

21 لم يراعي فيهمُ حقّاً لطه = = = = = بل وزاد السبَّ بالقتلَ النكير

22 ذاك هارون الذي فاق الطغاة = = قسوةً وانساق للنفس الغرورِ

23 ذاك هارون الذي غنّى وباهى = = = = = واعتلى جوراً لكرسيٍّ حقير

24 أين عنه ملكه أين الجيوشُ = = = أي عنه عرشهُ وسط القصور؟

25 أين عنه الرقص والليل الطروب = أين عنه الفسْق بل شرب الخمور

26 أين سلطانٍ ترامى بين قطبيها = = = = تهاوى وانتهى عصر الشرور

27 سلْ تواريخ الأمم عن مجريمها = = عن طواغيتٍ عَتوا عبر العصورِ

28 عن عتاةٍ عن فراعينٍ تمادوا = = = أو غلوا في الجرم والقتل المبيرِ

29 مثل هارون الذي قد زاد جرماً = = في بني الزهراء بالفتك الخطير

30 زال ذاك الملك وانهار الصروح = = = ما بناهُ الزور يهوي في السعير

31 واستقر الحقّ وامتدّ الضياءُ = = = في العُلا بين الملا حتى النشور

32 ها هو المسجون فانظر قبةً في = == = قبرهِ تسمو  وتعلو في الأثير

33 صار مسرى العارفين التائبينا = = = بل ومثوى كلّ ذي قلب كسير

34 صار مشفى القاصدين السائلينا = فيه يُشفى الداءُ بالوقت اليسير

35 صار مأوى كل مكروبٍ وشاكٍ = = = ذنبهُ يمحى ويحظى بالسرور

36 والضريح الفخم يزهو كالجنان = = = روضةٌ في جنّةِ وسط الزهور

37 هاك خذها بيعةً منّا وعهداَ = =  = = =  ثمّ نبقى شيعةً لابن النذير

38 فاز من والاه في الأخرى وينجو = = = بل الى الجنّات يُدعى بالحُبُور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق